Saturday, December 28, 2013

منارة مسجد الحنفي

منارة مسجد الحنفي

مسجد الحنفي هو أحد مساجد جدة التاريخية أنشئ في مطلع القرن العشرين الميلادي وأشتهر بمنارته الطويلة التي كان بإمكان القادمين إلى جدة عن طريق البحر رؤيتها من على بعد. و يصف محمد أسد منظر مدينة جدة وهو على ظهر سفينة الحجاج التي نقلته لأداء فريضة الحجج عام ١٩٢٧م:
"وشيئاً فشيئاً اصبح بإستطاعتك أن تميز النوافذ المنقوشة والمشبكة، وستائر الشرفات الخشبية التي خلع عليها الهواء الرطب على مر السنين لوناً أخضر داكناً وفي الوسط برزت منارة بيضاء مستقيمة كإصبع منتصبة"

صورة قديمة تظهر فيها منارة مسجد الحنفي على بعد


موقع مسجد الحنفي على صورة جوية حديثة لمدينة جدة


إلا أنه بعد هدم السور في عام ١٩٤٧م وإنتقال أعمال الميناء من الموقع القديم في الواجهة الجنوبية من البلد إلى الجنوب (ميناء جدة الإسلامي) في مطلع خمسينات القرن الميلادي الماضي أنشئت العديد من المباني العالية على طول الواجهة الغربية للبلد وأصبحت رؤية هذه المنارة من على بعد غير ممكنة.
صورة حديثة لمسجد الحنفي ومنارته محاطة من جهة الغرب بمبان عالية

Friday, November 29, 2013

العودة إلى الحارات القديمة - ميناء جدة القديم - الإسكله والكرنتينه والبنط

  البنط

مقدمة: 

كان أهل جدة يطلقون مسمى "البنط"على ميناء جدة القديم والذي كان قبل تطور الشحن الجوي، وإنتقال المرفق إلى موقعه الحالي، بمثابة القلب النابض لمدينة جدة خاصة ومدن الحجاز عامة . فعن طريقه كانت تأتي مقومات الحياة الأقتصادية في الحجاز كالوقود والأرزاق والبضائع والحجاج والزائرين والتي كانت ترد على السفن التي ترسوا خارج الميناء وراء الشعاب المرجانية ويتولى رجال المعادي نقلها إلى البنط بواسطة السنابيك واللنشات. وللأسف الشديد فأنه بالرغم من هذا الدور الهام الذي لعبه الميناء القديم في وقته في حياة الحجاز عامة، والحرمين خاصة، ومدينة جدة على الأخص فأنه لم يقدر لهذا الدور أن يسجل بالتفصيل الذي يستحقه. ولربما أن خير من كتب شيئا في هذا الخصوص هو الأستاذ محمد صادق دياب في كتابه "جدة: التاريخ والحياة الأجتماعية" وهو من أبناء حارة البحر ووالده كان من طائفة المعادي (رحمة الله عليهما). كما ذكر الأستاذ محمد يوسف طرابلسي في كتابه "جدة .. حياة مدينة" بعض ملامح أعمال الميناء. وفي هذا المقال سنذكر منشآت البنط الرئيسية كما كانت قبيل إنتقال المرفق إلى موقعه الجديد جنوب جدة في منتصف خمسينات القرن الميلادي الماضي ووظيفتها وذلك من باب إلقاء الضوء عليها وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عنها.


مكونات ميناء جدة القديم: 

تشكل الإسكله (1) والكرنتينه (2) وجمرك الحجاج (3) والبنط (4) في مجموعها منشآت مرفق ميناء جدة القديم . ومن الواضح أن ثلاثة من هذه هذه المسميات ليست لها جذور عربية إلا أن القصد من الكتابة عنها هنا هو بيان دور كل منها في أعمال الميناء وليس الخوض في أصول وجذور هذه الأسماء.






























بعض شخصيات جدة واقفين على الإسكله ومعهم بعض الشخصيات الأجنبية

الإسكله:

هي الرصيف الذي ترسو عليه اللنشات، وهي الواسطة البحرية المستخدمة لنقل الركاب بين الميناء و السفن، وبين الميناء وجزيرة أبو سعد جنوب جدة حيث المحجر الصحي، كما كانت تستخدم للفسحة إلى بحر الردم و جزيرة الواسطة أو زيارة السفن الراسية في "الحوض" في فترة عيد الحج.
الحجاج القادمون بعد نزولهم على الإسكله في طريقهم إلى جمرك الحجاج
 لإستكمال إجراءات وصولهم ومقابلة وكلاء مطوفيهم




 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مبنى الكرنتينه (مكتبة الملك فهد العامة بالرياض)





الكرنتينه :

الكرنتينه هي المبنى الإداري الذي كان يحوي، من بين ما يحوي، مكتب طبيب الصحة  المسؤول عن الكشف على البواخر القادمة والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية وإلا أمر بنقل ركابها إلى المحجر الواقع في جزيرة أبو سعد جنوب جدة.












 جمرك الركاب:

كما أسلفنا القول فإنه يتم نقل الحجاج من السفن إلى الإسكله بواسطة اللنشات والسنابيك وفي نفس الوقت تنقل أمتعتهم بواسطة السنابيك إلى رصيف جمرك الركاب. وفي جمرك الركاب يتجه الحجاج إلى مكتب نقيب الوكلاء حيث يتم معرفة إسم مطوفهم (السؤال) ومن ثم يوجهون إلى حيث وكيل المطوف الذي يستلم منهم جوازات السفر ويساعدهم في إستلام أمتعتهم ثم يوجههم إلى خارج الجمرك حيث تنتظرهم وسائط النقل لنقلهم إلى مقر سكناهم تمهيدا لنقلهم إلى مكة المكرمة و المدينة المنورة لإتمام نسك العمرة والحج والزيارة.
منظر جمرك الحجاج في العهد السعودي (من أرشيف أرامكو السعودية)
منظر الحجاج بعد خروجهم من الجمرك (من أرشيف أرامكو السعودية)


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البنط:

يتكون البنط من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي: الرصيف البحري والساحات والمستودعات بالإضافة إلى ديوان الجمارك ومكاتب الجمرك


عمال الفرضة وهم يفرغون حمولة سنبوك على رصيف البنط (من أرشيف أرامكو السعودية)


















باب البنط:

يخلط البعض، ومن بينهم مسئولين في أمانة محافظة جدة، بين باب الصبة، أحد أبواب السور القديم الذي هدم في عام ١٩٤٧م، وباب البنط الذي يقع على السور المحيط بمنشآت البنط على الجانب الغربي من شارع الملك عبد العزيز والتي هدمت بعد إفتتاح ميناء جدة الإسلامي جنوب جدة ويعتبرونه من أحد أبواب السور. ويظهر هذا الباب في الصورة أزدناه الأول على اليمين ، ويليه في إتجاه الجنوب مبنى إدارتي المالية و"البندرول" وله ساحة خاصة به بابها يفتح على شارع الملك عبد العزيز مباشرة. و إدارة "البندرول" هي الإدارة المختصة بتحصيل رسوم الدخان والتنباك الوارد إلى جدة عن طريق البحر. كما يظهر في الصورة آمام البنط على الجانب الشرقي لشارع الملك عبد العزيز مبنى الأمير منصور الجنوبي  الذي أنشئ جنوب باب الصبة مباشرة بعد هدم السور.

الجزء الجنوبي من شارع الملك عبد العزيز ويظهر سور البنط ومبنى إدارتي المالية و"البندرول" على اليمين ومبنى الأمير منصور على اليسار (الصورة من أرشيف المعهد الملكي لعلوم المناطق الإستوائية KIT)

بقايا البنط:

لم يبق من منشآت البنط وساحاته سوى جزء بسيط من جمرك الحجاج إستخدمته الأمانة كمواقف لسيارات موظفيها والميدان الواقع بين مركز الفيصلية التجاري وبرج بقشان ومبنى القزاز





وفي آخر عهد المهندس عبد الله المعلمي أمين محافظة جدة السابق تم ترميم هذه الأطلال على النحو المبين أدناه وكان الأمل أن تكون نواة لمتحف يروي تاريخ الميناء القديم ولكن هذا لم يتم.

أطلال جمرك الركاب بعد ترميمها



شكر وتقدير:
بعض المعلومات الواردة في هذا المقال، وخصوصا فيما يتعلق بحركة الحجاج منذ نزولهم على الإسكلة وحتى خروجهم إلى خارج جمرك الركاب، وباب البنط، مستقاة من أحاديث مع الأستاذ محمد درويش رقام.

Sunday, November 17, 2013

العودة إلى الحارات القديمة - ملامح من قصة الخواجة يني في جدة

ملامح من قصة الخواجة يني في جدة

مقدمة

لم يخطر في بالي يوما أن أكتب شيئا عن الخواجة يني، البقال اليوناني في جدة، فأنا لست مؤرخا وكل ما لدي من ذكريات وإنطباعات عنه تعود إلى أواخر أربعينات االقرن الميلادي الماضي ومحصورة في هيئته، كان قصير القامة مربوعا يرتدي بنطلونا وقميص أبيض بكم قصير، ومنظر المعلبات مرصوصة بأناقة على رفوف قائمة على حائطي المحل الشمالي والشرقي. ذلك البقال اليوناني الذي عاش في جدة ردحة من الزمن ثم غادرها فجأة في منتصف ستينات القرن الميلادي الماضي في ظروف غامضة إضطرته لبيع أعماله في عجالة ولم يعرف ما حل به بعد ذلك. إلا أن مادفعني لكتابة هذه المقالة هو طرح قرأته في  الفيسبوك على صفحة مجموعة قلب جدة (Jeddah's Heart) عن الخواجة يني رأيت أن فيه قدر كبير من المعلومات الخاطئة ووجدت أنه من واجبي الوطني والأدبي، وبحكم أنني جداوي، تصحيحها بشكل مباشر أو غير مباشر لأنها تتعلق بتاريخ جدة المعاصر. وكان من الطبيعي أن ألجأ إلى الأستاذ محمد درويش رقام ليلقي بعض الضوء على قصة الخواجة يني.

الموقع القديم لبنك الخواجة عند تقاطع شارعي قابل وسوق الندى

من واقع ما ذكره الأستاذ محمد رقام:

  1. إن كل من كتبوا عن بنك الخواجة يني لم يذكروا أن مؤسس البقالة هو الخواجة إيكيليا خال الخواجة يني ووالد زوجته.

  2. توفي إيكيليا في جدة ودفن في مقبرة النصارى وآلت البقالة إلى إبنته وزوجها يني.

  3.  كما لم يذكر أحد من هؤلاء الكتاب أن الخواجة إيكيليا هو من أدخل صناعة الخل في جدة وأن يني أستمر بعد وفاة إيكيليا لفترة يصنع الخل ويبيعه في زجاجات يحضرها الزبائن ثم آلت هذه الصناعة إلى أحد أبناء جدة أسمه محمد سلامة وله دكان في الواجهة الشرقية لعمارة عاشور (نور ولي) أمام مسجد المعمار. 

  4. كان للخواجة يني مجلس يومي في سكنه أعلا الدكان يؤمه لفيف من وجهاء جدة ويذكر الأستاذ محمد رقام أن بينهم الشيخ على عيد رحمة الله عليه الذي كان يعرف بإسم "الخواجة العربي".

  5. كان للخواجة يني مساعدا من بني جلدته يدعى نيقولا ويساعده في الدكان ثلاثة صبيان من الحضارم.

  6. غادر الخواجة يني جدة في ظروف غامضة فرضت عليه بيع تجارته ووكالاته التجارية على عجالة ولم يعد بعد ذلك إلى جدة.

    هذه خلاصة ما ذكره الأستاذ  محمد رقام عن ذكرياته عن الخواجة يني ولا شك أن في جعبته الشيء الكثير إلا أن المجال لايسمح.



 



Friday, November 15, 2013

العودة إلى الحارات القديمة - المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة - هل مازال هناك أمل؟

 المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة - هل مازالت هناك بقية من أمل؟

بالأمس قمت بزيارة سريعة لحارة الشام لإلتقاط بعض الصور في محيط زاوية الجيلاني وهالني ما رأيته من تدهور حالة بعض البيوت التي كنت أعتقد من خلال زياراتي السابقة قبل عامين أن فيها بعض الرمق لتأهيلها قد بلغت حالتها مرحلة متقدمة من التدهور تجعل عملية إعادة تأهليها مكلفة جدا، هذا إذا بقيت قائمة إلى أن يبت في أمرها. وفي نفس الوقت طالعتنا صفحة "جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة" بخبرين: أولهما عن إجتماع تم برئاسة صاحب السمو الملكي محافظ جدة لبحث برنامج مهرجان المنطقة التاريخية المقرر إقامته في مطلع السنة الميلادية القادمة وثانيهما عن قرار صاحب السمو الملكي وئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعادة تشكيل مجموعة أصدقاءالتراث العمراني بجدة (لم أكن علم أن هناك مجموعة بهذا الإسم). والحقيقة هذا شيء مفرح ولكن الوضع المحزن لبيوت البلد وحواريها وأزقتها يتطلب أكثر من هذا. وقد سبق وأن كتبت مقالة في مدونتي عن هذا الموضوع بعنوان:

"المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة بين الرومانسية والواقع والأمر الواقع"

  http://lostopportunitiesandwastedtimes.blogspot.com/2013/10/blog-post.html


 ذكرت فيه ما يلي:

"إن تطوير منطقة البلد بأي شكل من الأشكال يتطلب في الباب الأول عزيمة وإرادة على المستويين الرسمي  والشعبي، ورؤية واضحة لدى جميع الأطراف المعنية لما يجب عمله في هذا السبيل. وفي ظل الظروف القائمة فإننا لا نرى بصيصا من أمل في توفر أي من هذه العوامل قبل فوات الأوان"

أي أن المطلوب الآن، اليوم قبل غد، تحديد الهدف بوضوح ووضع خارطة طريق مرسوم عليها مسالك الوصول إلى هذا الهدف قبل فوات الأوان.  

Friday, October 25, 2013

A Traveler's Log - Positano

Il San Pietro di Positano

Prelude

This note was written back in 2005, and it is not complete, but I thought it is worth publishing anyway.
TAB October 25, 2013 


It was still dark in Rome when the Saudia flight SV163 from Jeddah landed in Fumicino airport at 4:20 am Thursday May 26, 2005. After we cleared immigration we collected our luggage and proceeded through customs to find the driver that was sent by the hotel in Positano waiting for us (the charge for this service is 420 euros). The drive to Positano took about 4 hours (about 250 kms) as we stopped in a roadside cafe and restaurant (AutoGrill) to use the toilet and have a bite because we did not have breakfast on the plane. It is important for me to have something to eat so that I can take my morning insulin dosage. The last time we came through this road was in May 2003. We made a similar stop at one of those roadside cafés. At that time I was keeping my disposable insulin pen and needles in leather wrap which I carried in my jacket’s outside pocket. When we left the place I found out that the wrap was not in my pocket. We went back and searched for it in the toilet, the table we were standing by and the path we walked through with no success. Apparently someone thought it was something valuable and picked it up from my pocket. At that early time in the morning, and after a sleepless flight, my senses were extremely dull and hence I did not feel it. While I am sure the thief was extremely disappointed when he saw what he got in the wrap, he cannot imagine the inconvenience he could have caused me if I did not have a spare pen which would last me for my whole stay in Positano until I got back to Rome.

 This would be our 4th visit to Positano. The first was very short (2 days) as our final destination was Capri to meet some friends there. The second time was in May 2002 after spending one week in Rome. Last time, in 2003, and this time we did it in reverse, Positano first and then Rome. We found this arrangement more convenient because we do most of our shopping in Rome. When passing Naples to the right the driver pointed out the Vesuvius volcano far away on the left. Although we have come to this region 3 times before we have never considered visiting the remnants of Pompeii that was buried under tons of volcanic ash when this volcano erupted in AD 79. So I thought may be this time we should arrange a visit.



Michelin’s Green Guide rates Positano as “a seaside resort worth a journey”. It describes it as an old fishing village whose white cubic houses reveal a strong Moorish influence: lush gardens dotted on terraced slopes go down to the sea. This must be a result of the Arabs conquer of Sicily in 842 and their presence there and in some parts of Southern Italy until 1300 when the last of the Muslims in Lucera (north east of Naples) were forced to convert to Catholicism. Paul Klee, the Swiss artist, describes Positano as “the only place in the world designed on a vertical axis”. 





Hotel Il San Pietro di Positano is about 2 km to the east of Positano directly on the Amalfi Coast. The hotel is built on a cliff edge sloping down into the sea. The hotel complex was originally conceived by Carlo Cinque who is now deceased. Carlo’s nephew and niece Salvatore and Virginia Attanasio helped him running the hotel. With the passing of Salvatore, Virginia and her 2 sons Carlo and Vito Cinque (no direct relation to the older Carlo except through their mother) are managing the hotel now. The hotel has a panoramic view overlooking the coast (anti clock-wise) from Positano to the west to Priano to the east. All the rooms in the hotel have a sea view but I think the nicest are the ones that overlook Positano itself and the bay in front of it. The rates of course vary with the room size and the view it commands. Guests arrive at a yard on the same level as the main road and then go down a winding stairway of several steps to take the lift 3 stories down to the Lobby.




When we arrived to the hotel it was still early in the morning and many guests were having breakfast at the restaurant in the far end of the lobby. Our room was not ready yet so we had to wait. We went to the restaurant where we had coffee. The hotel owner Mrs. Virginia Attanasio stopped later to welcome us. We knew Virginia during our second visit and it became a tradition that during our stay she hosts us at a private dinner outside the hotel and we would reciprocate, also outside the hotel. In both occasions she selects the restaurant as she knows the place. The room we were offered was one floor above the Lobby with a view overlooking the sea and the coast towards Priano to the east. I asked for a room that overlooks Positano on the west but none was available that day and they promised me to keep my request in mind. The room, No. 46, was pleasant and the sea view just magnificent. I thought that there is no need to press for another room.





From Positano one can make several day-trips, by sea to Capri and Amalfi, or by car to Sorrento, Pompeii, Amalfi and Ravello and many other destinations. However as the main purpose for this trip to Italy was for me to relax so we avoided making any scheduled excursions except for 2 days, one to Pompeii and the other to Ravello via Amalfi. Those 2 destinations we never visited before. We also had a chance to go down the Amalfi coast on our last afternoon on the Hotel’s boat to Amalfi and back.



Otherwise we lived to the spirit of our purpose from this trip, to relax. Our daily routine is pegged to 3 periods: breakfast time, between 9:00 and 9:30 am in the room, lunch time between 1:30 and 2:00 pm and dinner time at 9:00 pm. During the day we had 3 venues to choose from: Fitness before breakfast (this venue is for me only), going down to stroll and do some shopping in Positano or going down to the sundeck to read a book and have a dip in the sea from time to time.


 After we unpacked we decided to go down to Positano to explore the now familiar places and make sure that everything is as it was when we left 2 years ago. The hotel provides a flexible shuttle service to and from Positano. The drop and pick up point is at the eastern tip of the village. One would walk down a road that zigzags through the village until he reaches the beach level. This excursion in itself (going down and up again) is a very demanding physical exercise. “Positano fashion” was born here in the fifties, with its brightly colored materials and equally famous sandals that are custom-made in the premises while waiting. Linen garments of all colors and designs for men and women and children also are sold in so many shops.


It was like coming back to old places. Here where we bought flowery dresses for the granddaughters last time we were her. Here where I bought my linen outfits and my wife tells me we have to buy one more set as the old ones have been ruined by washing them in the washing machine instead of dry cleaning. We are planning to buy dresses for the granddaughters and daughters in-law.



We had a quiet dinner at the hotel where we were seated at a nice table in the restaurant’s terrace. The food in the hotel’s restaurant is excellent. They have a tradition of serving each guest a slice of pizza with tomato sauce and mozzarella compliments of the chef. I do not remember I have tasted a so mouth-watering pizza. The fact that it is only a small slice makes it even tastier. Pasta and seafood are traditional dishes in the area. Pasta al dente is how it is served everywhere. For people who love pasta but cannot eat much of it because of weight-watching or being diabetic the best thing they can do is exercise. 
For exercise here there are 3 venues: to use the treadmill at the fitness center, go up the steps leading from the beach level to the Lobby level (about 88 meters), or walk up the village from the beach level to the shuttle pick up point at least twice a day, or to combine any of two. Virginia told us that she saw one of her young guests go up the stairs from the beach 13 times! And when she told her this is too much the young guest said, “This is the only way so that I can eat pasta every day”! I myself did the stairs one time only. While I was going up, and resting for a while in between, I saw an elderly gentleman, about 70, passing me going down, and then up, and then down again! This is what I call senior fitness.


We went to bed that night, our first, early. I have already arranged with the Concierge to book a car and a driver to take us to Pompeii next day. I thought it is best to do this excursion early before time steals us as we say in Arabic.


I woke up early in the morning and decided to use the fitness room for 45 minutes while Amal order breakfast to have it in the balcony. On my way back from the fitness room the receptionist told me that they have a room that overlooks the village and the bay as I have requested and if I care to see it. We were happy with the room they have given us and the new room will be more expensive so I wanted to decline but Virginia, who was already up and working, suggested that I go and see it if for nothing at least to see her Uncle Carlo’s bedroom where “everything started there” as she said. The room is a bit smaller than ours but the view is just fantastic, especially at that early time in the morning. However, considering that the rate for this room is higher than the one we are in now (140 euros), and that we are already unpacked everything, moreover there is a car that would be waiting for us at 10:00 am to take us to Pompeii, I thought to pass and told the receptionist that I shall consult with my wife and come back to him. 

"An Insert: Apparently we accepted to move to the other room. I can't remember how but we did"

We had lunch at the hotel as well as dinner out into the balcony to enjoy the view. Our room overlooks Positano and the bay in front of it. As Virginia told me that this room was her Uncle Carlo’s bedroom, and it was here where it all started. The view is always fantastic but especially at the time in the morning when the village is just waking up and the sea is calm reflecting on its surface the sailboats anchored overnight in the bay. 


Closing Note

It is been now more than 8 years since I have written this note. We have not been back to San Pietro since. I do not know if Virginia is still alive but I know from a friend that I have recommended the hotel to him last year that the rates have gone so high that he just stayed in another one down the road. I think we are lucky that we had the chance to stay at that charming hotel, not one time but four times and when I was fit enough to go up the 88 meters of steps from the beach up to the Reception level. 

Monday, October 21, 2013

العودة إلى الحارات القديمة - المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة بين الرومانسية والواقع والأمر الواقع

  المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة بين الرومانسية والواقع والأمر الواقع

 

مقدمة:


برزت فكرة المحافظة على التراث العمراني لمنطقة البلد ، أو ما تعرف بإسم "المنطقة التاريخية"، بمدينة جدة منذ حوالي (٣٥) عاما حينما قامت وزارة الشئون البلدية والقروية في منتصف سبعينات القرن الميلادي الماضي بتكليف أحد المكاتب الإستشارية العالمية بإعداد دراسة عن هذا الموضوع والتي أظهرت أن هناك (١٫٣٠٠) بيتا في "البلد" منها  (٥٣٧) في حالة جيدة و يمكن تأهيلها والمحافظة عليها. وعليه قامت أمانة مدينة جدة بوضع أنظمة القصد منها الحد من حرية الملاك  في التصرف في هذه البيوت على نحو قد يغير من معالمها المعمارية، ولكنها في نفس الوقت قامت، ربما عن جهلبعواقب الأمر، برصف الأزقة والطرق في المنطقة التاريخية بالرخام الذي أدي إلى إرتفاع المياه الجوفية في التربة الأمر الذي أدى إلى إضعاف أساسات هذه البيوت وتسرب هذه المياه إلى الحوائط. كما أن الأمانة غضت النظر عن الأعمال التي من شأنها تغيير الوظيفة الرئيسية لهذه البيوت كسكن عائلي كتأجير مقاعد ودهاليز هذه البيوت لإستخدامها كدكاكين ومستودعات وإستغلال الأدوار العليا لسكنى مقيمين أغلبهم غير نظاميين وبأعداد تفوق الطاقة الإستيعابية لهذه البيوت بحيث أصبحت المنطقة التاريخية  بمثابة "جيتو" تسكنه أقليات معظمها أفريقية ومن شبه القارة الهندية. وبالرغم من أن الأمانة قد بذلت جهودا متواضعة لترميم العديد من هذه المباني إلا أن سوء الإستخدام وعوامل الهدم والإزالة كانت أسرع من هذه الجهود فتناقصت أعداد هذه البيوت إلى أن بلغت حوالي (٣٠٠) بيتا في عام ٢٠١٢م حسب تقدير أحد الباحثين الألمان المهتمين بالموضوع.

وفي خلال السنوات القليلة الماضية إزدادت وتيرة الحديث عن "جدة القديمة" و"جدة التاريخية" و "المنطقة التاريخية" وضرورة المحافظة على تراثها العمراني وذلك على الصعيد الأهلي دون أن يقابل هذا الإهتمام بإهتمام مماثل من قبل الأمانة التي أبقت إدارة المنطقة التاريخية على مستوى بلدية فرعية. وأكتفت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمحاولة تسجيلها على قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وهي محاولة لم تكلل بالنجاح في ذلك الوقت. وحسب ما صرح به مسئولون في الهيئة مؤخرا من أن الهيئة ستعاود الكرة مرة أخرى.


نبذة تاريخية مختصرة:


بقيت جدة حتى عام ١٣٦٦هـ ( ١٩٤٧م)  داخل سور يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم  أمر ببنائه   السلطان المملوكي قانصوه الغوري عام ٩١٧هـ (١٥٠٩م)  لحمايتها من غارات الغزاة الأوروبيين في سعيهم إلى السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر، وتخلل السور (٨) بوابات أنشئت على مراحل مختلفة كان آخرها باب "جديد" الذي أنشئ في مطلع العهد السعودي. وقسمت المدينة إلى ٣ أقسام إدارية (حارات أو محلات) رئيسية سميت إثنتان منها حسب موقعها النسبي داخل السور: حارة الشام لكونها تحتل الجزء الشمالي من المدينة في اتجاه الشام، وحارة اليمن لكونها تحتل الجزء الجنوبي من المدينة في إتجاه اليمن. اما الحارة الثالثة، والتي تقع بينهما، فسميت "مظلوم" لأسباب إختلف الرواة فيها ولا مجال للخوض فيها هنا. ونظراً لوجود مرافق الميناء البحري على الطرف الغربي لحارة اليمن أطلق على هذا الجزء في تاريخ متأخر (ربما أواخر القرن التاسع عشر أو مطلع القرن العشرين) إسم "حارة البحر" لعلاقته الوثيقة بأعمال البحر في ذلك العهد، وقبيل إنشاء الرصيف البحري جنوب الميناء القديم. هذه هي جدة القديمة التي عرفت فيما بعد بإسم "البلد" والتي تبلغ مساحتها حوالي ١٫٥ كيلومترا مربعا،  والمنطقة التاريخية هي كل ما تبقي من "البلد" الذي لم تطله بعد عوامل الهدم والإزالة والإحلال.

صورة جوية مائلة لمدينة جدة عام ١٩٣٨م (المصدر غير معروف)


أسباب تناقص مساحة المنطقة التاريخية:

إن تناقص مساحة المنطقة التاريخية عاما بعد عام منذ هدم السور في عام ١٩٤٧م هو أمر متوقع نتيجة تداعيات الحياة العصرية، والعوامل الإقتصادية، وعوامل الطبيعة، خصوصا وأن معظم البيوت فيها أسست على تربة طينية ذات ملوحة عالية ومستوى مياه جوفية مرتفع، وأستخدم في بنائها حجارة جيرية ذات مسام عالية (الحجر المنقبي) المستخرجة من المناقب الواقعة شمال المدينة (البغدادية الغربية)  وحجارة بحرية هشة مستخرجة من الشعاب المرجانية القريبة من الساحل، واستخدم الطين المستخرج من بحر الطين (بحيرة الأربعين) كمادة رابطة. كما أن بعض الإجراءات التي إتخذتها الأمانة في وقت سابق بتبليط أزقة المنطقة التاريخية لم تأخذ في الأعتبار بعض البديهيات الهندسية مما ساعد على إضعاف قواعد هذه المباني والأجزاء السفلية من الحوائط نتيجة إرتفاع منسوب المياه الجوفية. و في غياب سياسة واضحة لإدارة هذه المنطقة على أسس تحافظ على نسيجها العمراني الفريد، ولا تفرض قيودا جائرةعلى ملاك العقارات، من جهة، وتفريط أصحاب هذه العقارات ولا مبالاتهم من جهة أخرى، تحولت المنطقة التاريخية إلى جيتو للوافدين الفقراء من دول آسيوية وأفريقية و بأعداد تفوق الطاقة الإستيعابية للبيوت القديمة وللبنية التحتية المتوفرة في هذه المنطقة، كما تحولت الدور السفلى لمعظم هذه البيوت (المقاعد والدهاليز) إلى دكاكين ومخازن للبضائع. وأصبح هذا الوضع بمثابة إسفين عميق وضع في مسار تنفيذ مخططات تطوير المنطقة وفي نفس الوقت فإن عدم طرح حلول عملية للمحافظة على مباني المنطقة التاريخية تركها أسيرة لفترة طويلة للعوامل التي تنهش في نسيج بقائها إلى أن بلغ الحال إلى الحد الذي يدعو إلى التساؤل عما إذا ما سيبقى شيء يستحق المحافظة عليه في خلال السنوات القليلة المقبلة.


مفهوم التراث العمراني:

لابد من التساؤل هنا عن ما هو تراث جدة العمراني الذي يتحدثون عنه وينادي البعض بضرورة المحافظة عليه؟  فالتراث بمعناه المطلق هو"ما يخلفه الميت لورثته". وبمعناه المجازي هو "ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل". وتعرف الهيئة العامة للسياحة والآثار التراث بأنه يعني توريث حضارات السلف للخلف ولا يقتصر ذلك على اللغة أو الأدب والفكر فقط، بل يعم جميع العناصر المادية والوجدانية للمجتمع من فكر وفلسفة ودين وعلم وفن وعمران.

 إلا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تذكر في إحدى نشراتها أن التراث العمراني القائم حاليا في المملكة يبرز لنا صورة متكاملة عن العمارة التقليدية، بكل ما تحويه من حلول (جيدة) عكست ظروف البيئة المحلية (مناخية، جغرافية، اجتماعية) التي كانت سائدة، وكذلك ما تحتويه من حلول تصميمية منسجمة مع احتياج الفرد والمجتمع من حيث العادات والتقاليد. كما يصف الخبير في البنك الدولي جورج زوين التراث العمراني على أنه أداة للتعبير عن الهوية وهو "إرث وتمثيل مرئي لماضينا، ومصدر للدخل، وهو عامل جذب للمقيمين والسياح، كما أن المحافظة على التراث المعماري مُكلِفَة إن لم تكن إعادة استخدامه مُلائِمَة..". وفي رأينا هنا الهيئة المعنية بالسياحة والآثار قد خلطت بين التراث الذي ينتقل من جيل إلى جيل وبين العمارة التقليدية التي أنتهت الحاجة إليها بتغير ظروف البيئة المحلية التي ولدتها.

 وإذا ما ما حاولنا تطبيق أي من التعاريف الثلاثة المذكورة أعلاه عن مفهوم التراث على حالة البيوت فيما تبقى من المنطقة التاريخية بجدة، لوجدنا أن أيا منها لا ينطبق عليها. وذلك لأن سكان هذه البيوت عندما تركوها للسكنى خارج السوركان بمثابة فراق لا عودة فيه، وبنوا لهم مساكن حديثة ليس لها علاقة بما سبق. وبالتالي فالمنطقة التاريخية هي ليست إلا كل ما تبقى من البيوت القديمة التي بنيت بطراز معماري أملته ظروف البيئة المحلية السائدة التي فرضت قيودا على إمكانية التوسع وإستيعاب التطورات المستقبلية في وسائل الراحة كالكهرباء والشبكات االداخلية لتوزيع المياه ووسائل الصرف الصحي الحديثة عندما تتوفر محليا. ولذلك فإن إعتبار هذه البيوت تراثا معماريا، في رأيي المتواضع، غير صحيح، وذلك لأن لاشيء من عناصر عمارتها إنتقل إلى عمارة بيوت جدة الحديثة.


 ولذلك فإنه كان من الطبيعي أن سكان هذه البيوت، سواء ملاكا، وهم قلة، أو مستأجرين، وهم الغالبية، هجروها زرافات ووحدانا  بعد دخول مياه العين العزيزية والكهرباء، وأنتقلوا للسكنى في الضواحي في مساكن حديثة ليس لها علاقة بالنمط العمراني لبيوت البلد. ليس هذا فحسب ولكن معظم ملاك هذه البيوت قاموا بتأجيرها لوافدين ليس لديهم الوعي الكافي أو الدافع للمحافظة عليها. وهذا في حد ذاته دليل واضح على نظرة الملاك لهذه البيوت. ولابد من الإشارة هنا إلى أن حوالى ثمانين بالمئة من أهالي جدة كانوا مستأجرين وليسوا ملاكا وأن ملكية هذه البيوت محصورة بين الأوقاف وعدد قليل من العوائل المعروفة. 

 ولعل من أسباب سرعة تدهور وضع المنطقة التاريخية، و إنحسار مساحتها، هو التطور العمراني السريع الذي حل  بالمدينة بعد فترة بيات طويلة وكنتيجة حتمية لهدم السور وهدم قلب منطقة البلد لفتح شارع الملك فيصل (الدهب).



 الأمر الذي شجع أصحاب البيوت التي أصبحت واجهتها على هذين الشارعين على هدمها وبناء عمائر حديثة متعددة الأدوار في محلها. إلا أن كون هذه البيوت لا تعتبر تراثا معماريا بالمعنى المتعارف عليه عالميا لا يقلل من أهمية المحافظة على ما هو صالح منها كنموذج لهذه العمارة الفريدة وسجل لنمط الحياة الإجتماعية التي سادت في مدينة جدة خلال حقبة سابقة.

صورة جوية مائلة ألتقطت عام ١٩٦٧م يظهر فيها تأثير فتح شارع الملك فيصل (الدهب) على وسط البلد وتحول النصف الغربي من البلد إلى غابة من المباني التجارية والسكنية الحديثة (من أرشيف أرامكو السعودية)

الهدف:

من الملاحظ ، مما نسمعه ونقرأ عنه في هذا المجال سواء من تصريحات المسئولين في الجهات والهيئات المختصة ، أو ماينشر في الصحف المحلية حول هذا الموضوع، أو ما ينشر في بعض مواقع التواصل الإجتماعي، أن الحديث عن المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة ينصب أساسا على المحافظة على البيوت القديمة في شكلها الحالي مع تهيئة بعضها لإستخدامات مفيدة. وفي رأينا أنه لا جدوى من المضي في هذا الطريق لعدم وضوح ملامحه بدليل أنه بالرغم من مضي ما يزيد عن (٣٥) عاما على الخوض في هذا الموضوع لايوجد مفهوم شامل له وبالتالي لا يوجد مخطط عام (Master Plan) لتحقيقه. كما أننا لانرى جهودا جادة علي الصعيدين الرسمي أو الإجتماعي في هذا الخصوص اللهم إلا محاولات متواضعة لترميم بعض البيوت القديمة إما بواسطة جهاز بلدية المنطقة أو الملاك، كما أن هناك جهود متواضعة تقوم بها جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة في هذا المجال. وحتى عندما يتحدثون عن المحافظة فهم غالبا ما يقصدون  المحافظة على الشكل المعماري للبيوت القديمة حتى ولو كانت في حالة متهالكة. وتذكر الهيئة العامة للسياحة والآثار في تقرير أصدرته بمناسبة ملتقى التراث العمراني الأول بجدة عام ١٤٣٢هـ/٢٠١١م بأن أمانة محافظة جدة قامت، بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار، بتبني مشروع تحت مسمى "مشروع الملك عبد العزيز للمحافظة على المنطقة التاريخية بجدة وتنميتها" والذي سيستغرق تنفيذه نحوعشر سنوات بتكلفة قدرت بمبلغ (٥٠٠) مليون ريال، ويتكفل بتمويله القطاع العام ممثلا في أمانة محافظة جدة والهيئة العامة للسياحة والآثار والجهات الحكومية المعنية، إضافة إلى القطاع الخاص، بالمشاركة مع شركة جدة للتطوير والتنمية العمرانية. وذكر التقرير أن الهدف من هذا المشروع هو تحويل المنطقة التاريخية إلى "نموذج للتراث العالمي" ويشمل المشروع إنشاء أنفاق تحتوي على شبكات للسلامة والمياه والكهرباء، إضافة إلى إنشاء متاحف ومكتبات تاريخية وفنادق راقية  بتصاميم تراثية، وكذلك ترميم وصيانة المباني التاريخية القديمة وتطويرها. وقد مضى على تاريخ نشر هذا التقرير قرابة عامين ولم نرى من الإنجازات التي ذكرت فيه شيئا على أرض الواقع اللهم سوى تأسيس شركة جدة للتطوير والتنمية العمرانية وإعداد دليل فني لترميم المباني التراثية في جدة التاريخية.

صورة حديثة  (عام ٢٠٠٨م) لمنطقة البلد تظهر بوضوح زحف المباني الحديثة من الغرب إلى الشرق حيث البقية الباقية من المنطقة التاريخية ©


الخلاصة:
إن تطوير منطقة البلد بأي شكل من الأشكال يتطلب في الباب الأول عزيمة وإرادة على المستويين الرسمي  والشعبي، ورؤية واضحة لدى جميع الأطراف المعنية لما يجب عمله في هذا السبيل. وفي ظل الظروف القائمة فإننا لا نرى بصيصا من أمل في توفر أي من هذه العوامل قبل فوات الأوان والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

Monday, September 9, 2013

محمد أسد يصف مقدمه إلى جدة للحج عام ١٩٢٧م

محمد أسد* يصف مقدمه إلى جدة على متن باخرة تحمل حجاجا عام ١٩٢٧م
"لقد كان بإستطاعة المرء أن يلمح، في جميع الجهات، أشباح سفن الحجاج، وبينها وبين اليابسة أقلام صفراء فاقعة وخضراء زمردية في الماء: شعاب مرجانية غائصة في الماء …... وورائها، نحو الشرق، كان هناك شيء يشبه الكثيب، مسود ومنخفض، ولكن ما أن ارتفعت الشمس من ورائه حتى انقلب إلى مدينة على البحر، تزداد بيوتها ارتفاعاً من طرفها إلى وسطها فتشكل بناءً دقيقاً من الأحجار المرجانية الحمراء والصفراء الداكنة. وشيئاً فشيئاً اصبح بإستطاعتك أن تميز النوافذ المنقوشة والمشبكة، وستائر الشرفات الخشبية التي خلع عليها الهواء الرطب على مر السنين لوناً أخضر داكناً وفي الوسط برزت منارة بيضاء مستقيمة كإصبع منتصبة".

ويصف الحاج محمد أسد إقبال سنابيك "المعادي" عليهم فيقول: "ومن ثم رأينا جيشاً من الأجنحة البيضاء يندفع نحونا من البر: الزوارق العربية التي مخرت بأشرعتها المياه الهادئة ، وشقت طريقها بصمت بين الشعاب المرجانية غير المنظورة - أول رسل جزيرة العرب ، مستعدة لاستقبالنا.

 وإذ إقتربت رويدا رويدا من السفينة لتزدحم آخر الأمر بصواريها المتمايلة  إلى جانبها ، إنطوت أشرعتها الواحد تلو الآخر كأنها أجنحة طيور تصفق فرحاً بعثورها على الطعام ، وأنبعث من صمت اللحظة المنصرمة صراخ و صياح من وسطها ، صياح الملاحين الذين أخذوا ينتقلون من زورق إلى زورق واندفعوا إلى سلم السفينة ليفوزوا بأمتعة الحجاج".


* محمد أسد، "الطريق إلى الإسلام"، الطبعة التاسعة ١٤١٨هـ/١٩٩٧م  نقله إلى العربية عفيف البعلبكي - دار العلم للملايين ، ص ٢٩٨ .

Saturday, August 10, 2013

The Forgotten Residences of St. John Philby in Jeddah





 The Forgotten Residences of St. John Philby in Jeddah

 

Introduction

The subject of this article is to shed some light on a minor aspect of St. John Philby's life in Jeddah related to places where he took residence since his arrival in 1925 and until he took up his well-known residence in Beit al-Bughdadi (al-Bughdadi house) in 1929. In carrying out this study we have relied on our first hand knowledge of the geography of the place, a letter by Philby to his mother after his arrival in Jeddah in 1925 and photos taken by Philby himself that collaborate an incidental observation made by an eyewitness.

Philby and Beit al-Bughdadi

There is no doubt that Beit al-Bughdadi, a grand mansion that was built by Moussa afendi Bughdadi around the middle of the 19th century has gained fame because of Philby's residence in it. A photo of this house and its caption was published in a book by Anthony Cave Brown on the two famous Philby's St. John and Kim by the name "Treason in the Blood" that was published in 1995 by Robert Hale


"St. John's first home in Jidda, the Bait Baghdadi, had been the residence of the Turkish ruler, the Wali. St. John tied a team of baboons at the front door to keep Moslem pilgrims from intruding."The author has credited St. Antony's College, Oxford for this photo which is actually  part of the Aramco Archive and was taken in 1949.




Beit Al Shareef Mehanna in Harat al Sham

When Philby arrived in Jeddah on October 28, 1925 by ship he was greeted by a representative dispatched by King Ali. After meeting King Ali, according to Anthony Cave Brown's narrative in his book "Treason in the Blood", Philby wrote to his mother that King Ali had seen to it that he was given what he (Philby) described as "a lovely suite of apartments (three rooms and bathroom) on the third floor of the house next to the King's" (p 83).

The photo below (Photo 1) is for King Ali mounting his carriage, according to the Middle East Centre at St Antony's College Archive listing. The house shown in the photo belonged at that time to Al Shareef Abdel'elah Mehanna, a prominent businessman in Jeddah and a cousin to the King. and is located on the north east corner of Harat al Sham (al-Sham District). The presence of 2 sentries on both sides of the house's entrance indicate its status as an official building. The house is still standing, albeit in very poor condition (see photo 3 below).
Photo 1- Ex-king Ali mounting his carriage, October 30, 1925, (Philby Collection, Middle East Centre Archive, St Antony's College, Oxford)



 Considering the geography of the place and its surroundings at that time we can guess that the house where Philby stayed as a guest of King Ali must be the one on the north west plot from the King's residence which is also owned by Shareef Mehanna at that time and still exist today but  without the terrace over the main entrance and under a different ownership. (See Photos 2 & 3)

Photo 2- The house on the left is adjacent to King Ali's residence during his last days in Jeddah  originally belonged to Shareef Mehanna. (Photo courtesy of KIT, Amsterdam)

Photo 3- A recent photo (2008) showing, to the right, part of the front of Beit al Shareef Mehanna's  (presently under different ownership) where it is assumed that King Ali resided during his last days in Jeddah, and the back of  adjacent property that was previously owned by Shareef Mehanna where Philby may have resided for a short period as a guest of ex-King Ali. 


King Ali left Jeddah, and Hijaz, for good on 20 December 1925. Hence it can be assumed that Philby has left the quarters allotted to him by the deposed King shortly after and moved to another place.

From Harat al-Sham to Harat al-Bahar

One day, about 15 years ago, I was talking to my mother, who passed away in December 1996 at the age of 71, and I told her that I have read somewhere that Philby used "monkeys" to guard his residence in Beit al Bughdadi against intruders. She surprised me when she said, "That is true, he had a monkey when he was living upstairs in our house. One day this monkey came down pulling behind him a long rope and got into your grandmother's kitchen and toppled her cooking pots". I would guess that she must have been about 4 or 5 years old at that time. My mother does not have an idea as who Philby was except that he was an Englishman (Inglizy) who was living in Jeddah just like many other Europeans. She is from al-Gherbawi family who lived at that time across the square south of our family house, Beit Abu Bakr, not far from the western part of the wall. She is the daughter of Taher Gherbawi who owned a marine maintenance  workshop just across the street from the Port.

Beit al-Gherbawi

Beit al-Gherbawi is located in Harat al-Bahar in the south west corner of the walled city, along with my family's house, Beit Abu Bakr, and Beit Darwish in a raw overlooking the western wall and the sea beyond. Photos from the Philby Collection obtained from the Centre of Middle East Studies, St. Antony College, Oxford show this house from 2 angles. It should be noted here that the caption written against Photo 5 (Philby-alb 8-2024) is "Residence in Jiddah?"   

Photo 4- Beit Al Gherbawi to the left, where Philby lived for a while, and Beit Darwish to the right (Photo by Philby, Middle East Centre, St. Antony College, Oxford)


Photo 5- Beit Darwish (c) and Beit Al Gherbawi (l)- (Photo by Philby, courtesy of the Middle East Centre, St. Antony College, Oxford)





Beit Al Bughdadi

According to Wallace Stegner in his book "Discovery", Philby took residence in Beit al-Bughdadi (Photo 6) in 1929. We would assume that he stayed there till the mid 1930s when he moved to the Green Palace outside the wall.
Photo 6- Beit Al Bughdadi (Photo by Philby, courtesy of the Middle East Centre, St. Antony College, Oxford)


Conclusion

In conclusion we have established that Beit al-Bughdadi was not Philby's first residence in Jeddah as it is generally thought. Further we believe that upon his arrival in Jeddah in 1925 Philby stayed for a short while, most probably, in a house that belonged to al-Shareef Abdel'elah Mehanna in Harat Al Sham as a guest of King Ali. Philby then moved to a house that belonged to al-Gherbawi family in Harat al-Bahar, presumably until 1929 when he moved to Beit al-Bughdadi.