Thursday, August 28, 2014

العودة إلى الحارات القديمة - باب جديد الأصلي وباب جديد الجديد

باب جديد الأصلي وباب جديد الجديد


مقدمة:

أقامت أمانة محافظة جدة من بين ما أقامت نصبا على موقع مقر القائمقام القديم في حارة الشام على شكل يحاكي إحدي بوابات السور الذي هدم عام ١٩٤٧م. وأستخدم الحجر المنقبي والإسمنت لهذا الغرض. وأطلقت الأمانة مؤخرا على هذا النصب إسم "باب جديد". وقد برز هذا النصب بشكل واسع خلال المهرجانات التي أقامتها محافظة مدينة جدة مؤخرا إلى الحد الذي إعتقد كثير من الناس أن هذا النصب هو أحد بوابات السور القديم. وهذه المقالة هي محاولة لإلقاء الضوء على الفارق الكبير بين هذا النصب وبوابات السور القديم التي أزيلت عام ١٩٤٧م ولم يبق لها أثر.


النصب الذي أنشأته أمانة مدينة جدة في أوائل ثمانينات القرن الميلادي الماضي في منطقة باب جديد وأطلق عليه مؤخرا إسم "باب جديد" (من مجموعتي الخاصة عام ٢٠٠٨م)٥

   صورة حديثة لجزء من الواجهة الشمالية لبوابة الأمانة وعليها لوحتان بالإسم الذي أطلقته الأمانة عليها "باب جديد" باللغتين العربية والإنحليزية (من تصوير الأستاذ وليد شلبي)ه

بعض أوجه الإختلاف بين بوابة الأ مانة وبوابات السور الشمالي:

الصورة الجوية التالية تظهر جزءا من السور الشمالي وتبين موقعي باب جديد (الأصلي)  وباب المدينة عليه وللزيادة في توضيح المقارنة أشرنا إلى موقع نصب الأمانة (باب جديد الجديد).

مقطع من صورة جوية مائلة عام ١٩٤٦م من أرشيف أرامكو يظهر فيه الجزء الشمالي الشرقي من البلد وجزء من السور الشمالي

وكما هو معروف أن باب جديد (الأصلى) هو آخر أبواب السور بني في العهد السعودي بعرض كاف لإستيعاب عرض السيارات التي بدأت تحل محل قوافل الجمال في نقل الركاب والحجاج والبضائع بين جدة وكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة. ولتسهيل الحركة من خلال هذا "الباب" فقد أنشئ ببابين متقاربين كما هو واضح في الصورة أدناه والتي سبق وأن نشرها الدكتور زاهر عثمان.


صورة لباب جديد (ربما في أوائل أربعينات القرن الميلادي الماضي)


مقطع من صورة حديثة (عام ٢٠٠٤م) للجزء الشمالي من البلد من قمر صناعي يبين موقع باب جديد الجديد (x) بالنسبة لباب المدينة الأصلي الذي هدم مع السور 


على ضوء ما تقدم فأننا نستغرب كيف أن الأمانة لم تحترم تاريخ جدة القريب وقامت بإطلاق إسم أحد أبواب السور الهامة لتطلقه على نصب جمالي أقامته على موقع لمبنى لعب  دورا هاما في تاريخ مدينة جدة ألا وهو مبنى القائمقام. وهي بصنعها هذا أضافت قدرا كبير من الضبابية على هذا الجزء من تاريخ جدة  والذي سيؤدي في النهاية إلى ضياع جزء هام من تاريخ جدة. ولذلك فإننا نرى أنه حري بأمانة محافظة جدة من باب الأمانة أن تصحح أي مفاهيم خاطئة نشأت أو قد تنشأ نتيجة لذلك..

وما دام الشيء بالشيء يذكر فأنني أهيب بالأمانة إعادة النظر في مسميات النصب الأخرى المماثلة حفاظا على تاريخ مدينة جدة من أن يلحق به مزيدا من هذا التشويه.

والله من وراء القصد،،،

No comments:

Post a Comment