Friday, April 24, 2015

العودة إلى الحارت القديمة ٠ قصة بيت شقدام


العودة إلى الحارت القديمة ٠ قصة بيت شقدام


كانت هذه الصورة واحدة من مجموعة صور صورها المصور الفرنسي شارلز ويلكنسن في جدة عام ١٩١٧م أختيرت للعرض في القنصلية الفرنسية في جدة في نهاية عام ٢٠١٤م  مع مجموعة أخرى لزميله المصور الفرنسي بول كاستيلنيو والقنصل الفرنسي في جدة في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي كعمل مشترك بيني وبين القسم الثقافي في القنصلية الفرنسية. وكان التعريف المكتوب بجانب الصورة هو "بيت على الطرف الجنوبي لمدينة جدة ويواجه الجزء الجنوبي من السور ويظهر باب شريف على البعد". طبعا لم يكن هذا التعريف كافيا وكان المطلوب هو تحديد موقع البيت المذكور. فهو قد يكون أحد البيوت التي عددها الأستاذ محمد رقام. وأمكن تحديد موقع البيت بالإستعانة بخارطة جوية مائلة متداولة من مجموعة الأميرة أليس ألتقطت عام ١٩٣٨م من جنوب جدة لمدينة جدة داخل السورتظهر فيها الواجهة الجنوبية للبلد. وبواسطتها أمكن تحديد موقع البيت وبقي معرفة إسم مالكه. ولكن ضيق الوقت قبيل موعد المعرض لم يسمح بإجراء الدراسة والبحث اللازمين في حينه.

إنتهى المعرض ونسيت الموضوع وأنصرفت إلى أمور أخرى إلى أن جاء يوم كنت أقلب في بعض الصور في مجموعتي وإذا بهذه الصورة تظهر أمامي على شاشة الحاسب فتذكرت الموضوع وأتصلت بالأستاذ محمد رقام لعل وعسى . طلبت من الأستاذ محمد رقام أن يعيد وصف البيوت الواقعة على الواجهة الجنوبية للبلد إبتداء من بيت الشيخ سليمان أبو داوود غربا. هو يذكر البيت وإسم صاحبه من ذاكرته وأنا أتابع معه على الصورة الجوية. طبعا كل هذا كان على الهاتف. ومما ساعد هنا هو معرفتي بالبيوت الواقعة غرب مقر الضيافة. كان وصف الأستاذ محمد رقام دقيقا حيث كان يذكر الأزقة الواقعة بين هذه البيوت. عنما وصل الأستاذ محمد رقام إلى ذكر بيت شبقدام طلبت منه إذا ماكان بإمكانه أن يصف البيت فذكر أنه بيت كبير نسبيا وواجهته بحري!(والذي أود إضافته هنا هو أنه لولا سلسلة الصدف التي ربطتني بمعرض الصور الآنف الذك، وكون هذه الصورة من ضمن المجموعة، ومعرفتي بالأستاذ محمد رقام، لبقيت هذه الصورة مجرد "بيت على الحافة الجنوبية للبلد عام ١٩١٨م" إلى الأبد.)
ولما كان دوام الحال من المحال فقد أزيلت هذه البيوت ومن ضمنها بيت شقدام حيث حلت على موقعه والبيوت المجاورة له مبنى متعدد الأدوار.
تصوير ناصر أوليبار