ملامح من قصة الخواجة يني في جدة
مقدمة
لم يخطر في بالي يوما أن أكتب شيئا عن الخواجة يني، البقال اليوناني في جدة، فأنا لست مؤرخا وكل ما لدي من ذكريات وإنطباعات عنه تعود إلى أواخر أربعينات االقرن الميلادي الماضي ومحصورة في هيئته، كان قصير القامة مربوعا يرتدي بنطلونا وقميص أبيض بكم قصير، ومنظر المعلبات مرصوصة بأناقة على رفوف قائمة على حائطي المحل الشمالي والشرقي. ذلك البقال اليوناني الذي عاش في جدة ردحة من الزمن ثم غادرها فجأة في منتصف ستينات القرن الميلادي الماضي في ظروف غامضة إضطرته لبيع أعماله في عجالة ولم يعرف ما حل به بعد ذلك. إلا أن مادفعني لكتابة هذه المقالة هو طرح قرأته في الفيسبوك على صفحة مجموعة قلب جدة (Jeddah's Heart) عن الخواجة يني رأيت أن فيه قدر كبير من المعلومات الخاطئة ووجدت أنه من واجبي الوطني والأدبي، وبحكم أنني جداوي، تصحيحها بشكل مباشر أو غير مباشر لأنها تتعلق بتاريخ جدة المعاصر. وكان من الطبيعي أن ألجأ إلى الأستاذ محمد درويش رقام ليلقي بعض الضوء على قصة الخواجة يني.
الموقع القديم لبنك الخواجة عند تقاطع شارعي قابل وسوق الندى |
من واقع ما ذكره الأستاذ محمد رقام:
إن كل من كتبوا عن بنك الخواجة يني لم يذكروا أن مؤسس البقالة هو الخواجة إيكيليا خال الخواجة يني ووالد زوجته.
توفي إيكيليا في جدة ودفن في مقبرة النصارى وآلت البقالة إلى إبنته وزوجها يني.
كما لم يذكر أحد من هؤلاء الكتاب أن الخواجة إيكيليا هو من أدخل صناعة الخل في جدة وأن يني أستمر بعد وفاة إيكيليا لفترة يصنع الخل ويبيعه في زجاجات يحضرها الزبائن ثم آلت هذه الصناعة إلى أحد أبناء جدة أسمه محمد سلامة وله دكان في الواجهة الشرقية لعمارة عاشور (نور ولي) أمام مسجد المعمار.
كان للخواجة يني مجلس يومي في سكنه أعلا الدكان يؤمه لفيف من وجهاء جدة ويذكر الأستاذ محمد رقام أن بينهم الشيخ على عيد رحمة الله عليه الذي كان يعرف بإسم "الخواجة العربي".
كان للخواجة يني مساعدا من بني جلدته يدعى نيقولا ويساعده في الدكان ثلاثة صبيان من الحضارم.
غادر الخواجة يني جدة في ظروف غامضة فرضت عليه بيع تجارته ووكالاته التجارية على عجالة ولم يعد بعد ذلك إلى جدة.
هذه خلاصة ما ذكره الأستاذ محمد رقام عن ذكرياته عن الخواجة يني ولا شك أن في جعبته الشيء الكثير إلا أن المجال لايسمح.
بس يقولو انه رجع لجدة فترة بسيطة وماعجبه الوضع ورجع مرة ثانية لليونان
ReplyDelete