التغيير في الواجهتين الشمالية والشرقية لحارة الشام بين عهدين
١٩٢٧م - ١٩٤٨م
(تحليل بإستخدام الصور الجوية)
نظرة عامة على إطلالة الواجهتين في عام ١٩٢٦م:
إذا ما نظرنا إلى الصورة رقم (١) أعلاه لا بد أن نتساءل أولا عمن إلتقطها ولمن كانت الطائرة التي ألتقطت منها؟ أغلب الظن أنها طائرة تابعة للبحرية البريطانية أقلعت من بارجة بريطانية راسية أمام جدة . وبإستعراض الصورة نفسها نري أن الواجهة الشرقية تطل على الكدوة المعروفة بإسم كدوة عواد، وهي مرمى للزبالة لتلك المنطقة في ذلك الوقت. كما أن الواجهة الشمالية تطل على ما أصبح فيما بعد جزءا من شارع الملك غبد العزيز الدائري ويليه السور وبوابته الوحيدة في ذلك الوقت، باب المدينة المواجه لحديقة مقر القائمقام. كما يلاحط عدم وجود سيارات، و ربما أن السبب يرجع إلى أن عدد السيارات في جدة لم يكن ليتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.. إلا أن الأغرب من كل هذا أن الصورة لا يظهر فيها أي نوع من الحركة سواء من الناس أو الدواب! ولما كان تاريخ هذه الصورة يأتي بعد عام أوآقل من بداية العهد السعودي يمكن القول أنها تعكس، إلى حد كبير، وضع هذه المنطقة على وجه الخصوص، ومدينة جدة على وجه العموم، في نهاية العهد الهاشمي.
الواجهة الشرقية:
تحد حارة الشام من جهة الشرق الكدوة (كدوة عواد). وفي عام ١٩٢٦م لم تكن الكدوة قد عمرت بعد (صورة رقم ١). ويظهر في هذه الصورة جزء من الواجهة الشرقية ينتهي ببيت الدخاخني. ويتكون هذا الجزء من الواجهات الشرقية (الخلفية) للبيوت التالية، من الشمال إلى الجنوب وتمتد حتى بيت الدخاخني في الجنوب:
- رباط الخنجي الصغير
- بيت الشريف عبد الإله مهنا
- بيت سفيان باناجه
- حوش تابع للسيد محمد اللبان شرق رباط الخنجي الكبير.
ويمتد الجزء الجنوبي من هذه الواجهة الغير ظاهر في الصورة جنوبا حتى مخرج شارع أبو عنبة على الكدوة.
الواجهة الشمالية:
بإستثناء ما يشبه إستراحة أمام بيت الشريف عبد الإله مهنا الثاني والذي أشتراه من عائلة اللدروبي هناك إرتداد ملحوظ في الثلث الشرقي من الواجهة الشمالية ينتهي بحوش مسور أمام بيت الهزازي. ثم هناك إرتداد آخر يبدأ من مقر القائمقام وينتهي عند مبنى القنصلية البريطانية. ويلاحظ هنا غياب ثلاثة من معالم الواجهة الشمالية المشهورة وهي:
- بيت زينل
- بيت الشريف عبد الإله مهنا الثالث
- بيت باجنيد (بيت أميريكاني)
- مقر القنصلية الهولندية (زينل)
التغييرات التي طرأت على الواجهتين الشمالية والشرقية خلال الفترة من ١٩٢٦م وحتى ١٩٣٦م من واقع الصورة رقم (٢):
نبدأ تحليلنا بذكر شيء هام عن هذه الصورة وهي مقطع من صورة نشرت نسخة منها في كتاب عن جدة للمستشرق الإيطالي أنجيلو بيشي (Angelo Pesce) حيث يذكر المؤلف أن الصورة قد ألتقطت عام ١٩٤٠م. إلا أننا نعتقد أن الصورة قد ألتقطت عام ١٩٣٦م أو عام ١٩٣٧م على الأكثر. وإستنتاجنا هذا يستند على معرفتنا أن آل زينل قد سكنوا البيت عام ١٩٤٠م حسبما رواه لي الأخ محمد أحمد يوسف زينل.
في خلال الفترة ما بين عامي ١٩٢٦م و ١٩٣٦م إستجدت على الأرض، في الواجهة الشمالية بالذات، عدة معالم مشهورة هي من الشرق إلى الغرب:
- قواعد بيت الشيخ يوسف زينل.
- بيت الشريف عبد الإله مهنا الثالث
- بيت باجنيد
- مقر القنصلية الهولندية
كما يظهر في الصورة آخر باب من أبواب السور والمعروف بإسم "باب جديد" في مواجهة الركن الشمالي الشرقي للحوش الواقع على الواجهة شمال بيت الهزازي. كما أن الآثار على شارع الملك عبد العزيز تدل على زيادة حركة المركبات عليه وذلك ناتج عن إنشاء هذا الباب. وفي نفس الوقت نرى أثار عمار في الكدوة نعتقد أنها تعود لمبنى السجن.
صورة رقم ٣ - صورة جوية مائلة تظهر فيها الواجهة الشمالية للبلد و الكدوة وباب المدينة وباب جديد عام ١٩٤٨م (من أرشيف أرامكو) |
التغييرات التي طرأت على الواجهتين الشمالية والشرقية خلال الفترة من ١٩٣٦م وحتى ١٩٤٨م من واقع الصورة رقم (٣):
يمكن تلخيص التغيير الذي طرأ على الواجهة الشمالية فيما يلي:
- إستكمال بناء بيت الشيخ يوسف زينل في عام ١٩٤٠م وقد سكن فيه الشيخ يوسف وأبنائه لفترة قصيرة ثم أستأجرته شركة أرامكو ليكون مقرا لها في جدة.
- تلاشي دور باب المدينة وصعود دور باب جديد في الحركة بين البلد و المناطق الشرقية، بما في ذلك مكة المكرمة، والشمالية خارج السور.
أما بالنسبة للواجهة الشرقية فلا يوجد تغيير يذكر سوى أن منطقة الكدوة قد نظفت ومبنى السجن قد إكتمل.
No comments:
Post a Comment