Tuesday, July 23, 2013

العودة إلى الحارات القديمة - البيت االكبير

 العودة إلى الحارات القديمة

البيت الكبير

البيت الكبير

عندما توفي جدي بكر أحمد أبوبكر عام ١٣٣٨هـ ترك لإبنائه الستة، ومن بينهم والدي  الذي كان قاصرا في ذلك الوقت، وبناته الأربعة، ثلاثة منهن شقيقات للوالد، وزوجته التي كانت على ذمته وقت وفاته (رحمة الله عليهم جميعا)، من بين ما ترك، بيتا  ورثه عن أبيه أحمد الذي ورثه عن أبيه أبو بكر عرف في أوساط العائلة بالبيت الكبير.
صورة لجزء من صك الإرث
  
 ويقع البيت على الواجهة البحرية في حارة البحر(كما هو ظاهر في الصورة أدناه v) شرق مستودع الجاز (الجازخانة)، وكان يبعد عن السور الغربي مسافة ثلاثين مترا تقريبا، وله ثلاث واجهات: شامي/ بحري/يماني ومدخلين: بحري وشامي. في ذلك الوقت كانت الأسر الجداوية التي تسكن في ملكها قلة لاتتجاوز نسبتهم ١٥٪ من مجموع الأسر المقيمة داخل السور.

أملاك آل بكر في حارة البحر ومن بينها البيت الكبير (v)




وللبيت الكبير مدخلان: مدخل بحري يطل على برحة غربية، ومدخل شامي يطل على برحة بيت أبوبكر، وبيتا درج: الدرجة "الضلام" وتقع في قلب البيت وليس لها فتحات إضاءة خارجية، ومن هنا جاء الوصف "الضلام" أو الظلام، والدرجة "النور" وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من البيت ولها فتحات إضاءة في الواجهة الجنوبية. 
ويتكون البيت من أربعة أدوار: دور أرضي يحتوي على دهليزين: بحري و شامي، وثلاثة مقاعد إحداها كان بمثابة مجلس للعم حسن بكر يجتمع فيه مع إخوته وبعض رجال المعادي والمقعدان الآخران كانا بمثابة مطبخين أحدهما للعم عبد الله بكر وعائلته والآخر للعم حسين بكر وعائلته. أما الدورالأول فيحتوي على ثلاث شقق متفاوتة المساحات، كل شقة تتكون من صفة واحدة وكشك (مجلس) وحمام (بيتلمه) ويسكن في هذا الدور كل من العم أحمد بكر وعائلته والعم عبد الله بكر وعائلته ومطلع هاتين الشقتين من الدرجة "الضلام"والعم حسين بكر وعائلته ومطلع شقته من الدرجة "النور" ، والدور الثاني ويحتوي على شقتين: شقة صغيرة بواجهتين: بحرية وجنوبية وتتكون من صفة وكشك (مجلس) وحمام (بيتلمه) ومطلعها من الدرجة "الضلام" مرورا بخزينة الفحم، سكنها إبن العم يوسف صالح بكر وعائلته لفترة ثم سكناها نحن كونها أساسا هي من نصيب الوالد في إرث والده وكان قاصرا عند وفاة والده، وشقة كبيرة تحتل الواجهة الشامي لهذا الدور بأكملها والجزء الشمالي من الواجهة البحري وتتكون من ثلاثة صفات: الصفة "البحري" وملحق بها حمام (بيتلمه) ولهامطلع من الدرجة "الضلام"، والكشك (المجلس) والصفة "الوسطانية" والصفة "البرانية" وملحق بها حمام وسكنها العم حسن بكر وعائلته ومطلعها من الدرجة "النور". أما الدور الثالث فثلثه مسقوف ومعزول وهو عبارة عن شقة تعرف بإسم "المبيت" سكن فيها العم الأكبر صالح بكر وعائلته، كما كانت هناك غرفة مسقوفة للغسيل ومطلعها من الدرجة "النور" ولها فتحة على السطوح. والثلثان الآخران عبارة عن السطوح ودور رابع  فوق بيت الدرج كسطوح أعلى.


صورة للواجهة البحرية لحارة البحر (ربما في نهاية عشرينات القرنن الميلادي الماضي) ملتقطة من الركن الجنوبي الغربي للحارة وتظهر فيها قافلة من الجمال محملة ومتجهة ناحية باب شريف ويظهر خلف مقدمة القافلة الجزء الغربي من بيت الشيخ/ سليمان أبوداوود يليه بيت درويش ثم البيت الكبير (}


لم نعثر على صورة واضحة للبيت وأقرب ما عثرنا عليه هو الصورة الظاهرة أعلاه (من مجموعة فيلبي)،  حيث يظهر الجزء الأمامي من البيت برواشينه على حافة الربع الأيسر من الصورة () كما يظهر في الصورة أيضا، على اليمين، الجزء الأمامي (الغربي) من بيت الشيخ/ سليمان أبوداوود ويليه بيت حسوبة الذي آل فيما بعد إلى بيت درويش والذي إستأجرته وزارة الخارجية ليكون مقرا لها فترة من الزمن ثم آل بعد ذلك لملك العم حسن بكر.

البرحة الشمالية أمام البيت الكبير "برحة بيت أبو بكر" ويظهر بيت السمكري إلى اليسار وجزء من زاوية الشاذلية إلى اليمين وخلفهما مبنى حديث نسبيا بناه البنك الأهلي التجاري وشغلته وزارة المالية لفترة والمحكمة لفترة أخرى وهو مازال قائما حتى الآن
وكان موقع البيت موقعا متميزا من حيث إطلالته على البحر، ولو من على بعد، وكونه محاطا بثلاث برحات من جهات الشمال والغرب والجنوب. وفي المناسبات التي ترسو فيها إحدى البوارج الحربية البريطانية في ميناء جدة  كنا نصعد على درجة السطوح الأعلى في المساء لمشاهدة الألعاب النارية التي كانت تطلقها البارجة.
ومع مرور الزمن كبرت العوائل وتزوج الأبناء وضاق البيت عليهم فخرجوا إلى مساكن حديثة وواسعة شيدوها في ضاحية الهنداوية جنوب جدة وكنا آخر من غادر البيت إلى فيلا صغيرة بناها الوالد في ضاحية القريات جنوب الهنداوية. وعلمت فيما بعد أن ملكية البيت قد آلت إلى العم حسن بكر الذي إشترى حصص إخوته فيه. وكان آخر عهدي بهذا البيت عندما سافرت إلى القاهرة في نهاية عام ١٩٥٥م في بعثة لإستكمال دراستي الثانوية ثم الجامعية. وعندما جئت في زيارة لجدة عام ١٩٧٢م من الرياض حيث كان مقر عملي مررت بموقع البيت فرأيت حوشا في نفس المكان وفهمت من إبن العم محمد حسن بكر أن البيت قد أزيل من قبل الأمانة من ضمن ما أزيل من البيوت في حارة البحر ودخل معظمها ضمن موقع مبنى فرع مؤسسة النقد ومواقف سياراتها كما هو مبين في الصورة أدناه.

قطاع من صورة حديثة من القمر الصناعي لمدينة جدة يظهر فيها الموقع التقريبي ل"البيت الكبير" في الوضع الحاضر جنوب مبنى فرع مؤسسة النقد بجدة وبالتحديد في الركن الجنوبي الغربي لمواقف سيارات المؤسسة ()
صورة حديثة للواجهة "البحرية" السابقة لحارة البحر تظهر فيها مواقف سيارات فرع مؤسسة النقد ومبنى الفرع وموقع البيت الكبير في الركن الجنوبي الغربي للمواقف

No comments:

Post a Comment