Sunday, December 28, 2014

العودة إلى الحارات القديمة - شارع قابل

 

العودة إلى الحارات القديمة - شارع قابل

قصة ريادة في حقل التجارة

د. طلال عبد الكريم بكر

مقدمة:

شارع قابل. هو من أشهر أسواق البلد وأقدمها في صنفه كون أنه كان وما يزال ملكية خاصة. وللأسف الشديد أن كثيرا من أبناء جدة لا يعرفون قصته و بعضهم يعتبر سوق البنط جزءا منه. ومن ذكرياتي عن شارع قابل أن الوالد (رحمة الله عليه) عمل لفترة قصيرة في أربعينات القرن الميلادي الماضي في الشونة وكنت أحيانا أتردد عليه هناك.. والشونة هي المستودع الرئيسي للأرزاق الحكومية.

مقطع من صورة جوية مائلة للبلد عام ١٩٥٥م تظهر فيه عدة معالم منها النورية وشارع قابل وشارع فيصل (من أرشيف أرامكو)

قصة شارع قابل:

يذكر الأستاذ محمد علي مغربي في سياق سرده لسيرة الشيخ سليمان قابل "على أن أهم انجاز يتميز به الشيخ سليمان قابل في نظري هو افتتاحه لشارع قابل المعروف والمسمى باسم اسرته حتى اليوم وهو شارع من أهم شوارع مدينة جدة كما هو معلوم. ولهذا الشارع قصة يحسن ذكرها فإن الملك الحسين بن علي هو الذي قام ببناء الشارع في الثلاثينات في عهد ولايته عرش الحجاز وفي عهد ابنه الملك علي بن الحسين اشتراه آل قابل من الملك في مقابل بعض المال وبعض الاغذية التي كانت حكومته في اشد الحاجة اليها لتصرف للجند خلال الحرب, قالوا وكانت الصفقة في مصلحة المشتري اكثر منها في للبائع وليس هذا هو المهم في الامر ولكن المهم ان الشيخ سليمان قابل استطاع بذهنيته المتفتحة ان يجعل من هذا الشارع أهم شارع في مدينة جدة في ذلك الزمان فلقد كان الشارع مكشوفا فتعاقد بيته التجاري مع شركة المانية على تسقيفه وتم تغطية الشارع بسقف من المعدن المضلع (التوتوه) يقوم على اعمدة حديدية ويرتفع ارتفاعا كبيرا لان علو الشارع كان قد بني عليه دور من المكاتب التجارية".



ويشير الأستاذ محمد علي مغربي إلى عامل تميز هذا السوق  عن الأسواق العامة 
في ذلك الوقت "لم يكتف آل قابل بتسقيف الشارع ولكنهم استوردوا ماكينة كهربائية ضخمة وادخلوا النور الكهربائي والتهوية الكهربائية الى كل دكان ومكتب في الشارع فتدافع اصحاب الدكاكين الى الاستئجار في شارع قابل واصبح الشارع مختصا بالقماشين ومن إليهم ممن تحتاج بضائعهم الى مثل هذه التحسينات والتجديدات التي تميز بها شارع قابل."
ويضيف: آل قابل استفادوا كثيرا من التحسينات التي ادخلوها على شارعهم ولكنهم في الوقت نفسه افادوا الناس وقدموا للمدينة التي ينتمون اليها خدمة حضارية لاشك فيها. 

موقع شارع قابل:

يقع شارع قابل على المحور التجاري الرئيسي (غرب/شرق) الذي يخترق منطقة البلد إبتداء من شارع الملك عبد العزيز (باب الصبة آنذاك) وحتي نهاية سوق العلوي بالقرب من باب مكة. وفي الأساس كان الشارع يمتد من جهة الغرب من الحد الشرقي لمربع تقاطع كل من شارع سوق الندى علىي الضلع الشمالي،  وسوق البنط على الضلع الغربي، والخاسكية على الضلع الجنوبي من مربع التقاطع، أما من جهة الشرق فكان الشارع ينتهي قبيل المدخل الشمالي لسوق النورية. إلا أن مسار شارع الملك فيصل (شارع الدهب) إقتطع جزءا من الطرف الشرقي وأصبحت نهاية شارع قابل الشرقية عند الحد الغربي لمسار شارع الدهب.

مسار المحور التجاري الرئيسي (شرق/غرب)

        


حدود شارع قابل وسوق البنط

دلالات الحدث:

تقول الكاتبة والأديبة السيدة ثريا قابل، وهي حفيدة أحد أشقاء الشيخ سليمان قابل، لشارع قابل تاريخ يشهد على تحول استراتيجي في مفاهيم السلطة ونمو رأس المال الشعبي, فالشارع الذي اسسه الشريف الحسين بن علي لم يلبث ان تحولت ملكيته الى رجل من اهالي جدة حين اضطر ابن الشريف ان يبيعه, ان تحول الملكية من يد طبقة اجتماعية الى طبقة اجتماعية جديدة يكشف عن نمو الطبقة الوسطى التي لم تلبث ان امسكت بزمام التجارة من ناحية وزمام الثقافة من ناحية اخرى مشكِّلة سلطة اجتماعية جديدة عرفت كيف تدير امورها في ظل انشغال مركزية الدولة بقضاياها المصيرية آنذاك". إلا أنني لا أتفق مع السيدة ثريا قابل في وصفها لمعنى هذا الحدث بأنه "دلالة على نمو الطبقة الوسطى" فكما سمعت من أحد الذين عاصروا الشيخ سليمان قابل أنه كان وجيها بين وجهاء جدة. ويؤكد الأستاذ محمد علي مغربي هذا الرأي بقوله كان سليمان قابل تاجرا كبيرا، وكان موظفا كبيرا كذلك قبل العهد السعودي، كان رئيسا لبلدية جدة، وحينما تأسست المحكمة التجارية في جدة وهي أول محكمة تقام من نوعها في العهد السعودي وتقوم بالفصل في القضايا والامور التجارية كان سليمان قابل اول رئيس لها. وكان قبل ذلك كله رئيسا للإدارة التي تمنح تراخيص الاستيراد".

صورة قديمة تجمع عددا من أعيان جدة في العقد الثاني من القرن الميلادي الماضي من بينهم الشيخ سليمان قابل

وفي رأيي أن لهذا الحدث دلالتان، الدلالة الأولى سياسية لا تتأثر بموقع الحدث أو زمنه، أما الدلالة الثانية فهي إقتصادية ترتبط إرتباطا وثيقا بأوضاع جدة الإقتصادية في ذلك الوقت وما نشأ عن هذا الحدث فيما بعد بالنسبة لإقتصاد المدينة وأسلوب التجارة فيها. فبالنسبة للدلالة السياسية فإنني أرى أن هذا الحدث ماهو إلا وليد العلاقة التاريخية بين الحاكم وطبقة الأعيان وكبار التجار من الرعية. فالحاكم يحتاج دائما إلى الدعم المعنوي والمادي من الفئة المؤثرة من الرعية وهم غالبا فئة كبار التجار والأثرياء وهؤلاء بدورهم يتوقعون من الحاكم إن يوفر الأمن والإستقرار في البلاد اللازمين لحماية تجارتهم وثرواتهم.

أما بالنسبة للدلالة الإقتصادية للحدث فإن شارع قابل كان بداية لعدد من الشوارع ذات الملكية الخاصة أذكر منها شارع فيصل وشارع دخيل وشارع بن زقر. كما أن هذه الشوارع هي نواة للأسواق المركزية التي إنتشرت فيما بعد في البلد وخارجها نتيجة توفر الطاقة الكهربائية وتوسع المدينة.


سوق البنط عاام ١٩١٨م (١٣٣٧هـ)       


سوق البنط ومدخل شارع قابل في عشرينات القرن الميلادي اللماضي




المدخل الغربي لشارع قابل من سوق البنط عام ٢٠٠٣م

:الخاتمة

إن شارع قابل ليس مجرد سوق من أسواق البلد وإنما هو معلم هام من معالمها يرمز لحدث هام في تاريخها التجاري وكان من الأولى لملاكه الحاليين، ولأمانة محافظة جدة، أن يولوه العناية والإهتمام على النحو الذي يعكس دوره في تاريخ المدينة. فمثلا لو نظرنا إلى أسلوب تسقيفه الحالي لرأينا أنه لايتفق مع المتطلبات البيئية من حيث الإضاءة والتهوية الطبيعية. أما بالنسبة للشكل المعماري فإنني أعتقد أن السقف الذي بناه الشيخ سليمان قابل قبل ما ينيف عن ٩٥ عاما أجمل بكثير من السقف الحالي إذا ما أخذنا معايير ذلك الزمان في الإعتبار مقارنة بالمعايير الحالية. 







Wednesday, October 22, 2014

بقايا جمرك الحجاج في ميناء جدة القديم

بقايا جمرك الحجاج في ميناء جدة القديم


مقدمة:

يعتبر جمرك الحجاج أحد الوحدات الرئيسية في ميناء جدة القديم بجانب الإسكلة والبنط  بمستودعاته وساحاته وبقايا جمرك الحجاج هي كل ما تبقى من منشآت الميناء القديم.

  صورة من مجموعة القنصل الفرنسي بوبوتديسكوتور لجزء من ميناء جدة عام ١٨٩٥م يظهر فيها المكتب الصحي (الكرنتينه) على اليمين ومظلة جمرك الحجاج على اليسار وخلفها، من على بعد، مجمع المشورة



صورة من أرشيف أرامكو لجمرك الحجاج في ميناء جدة القديم في خمسينات القرن الميلادي الماضي

بقايا جمرك الحجاج كما شاهدتها في نهاية عام ٢٠٠٤م
بقايا جمرك الحجاج بعد قيام الأمانة بترميمها في مطلع عام ٢٠٠٥م

النهاية الحزينة لبقايا ما تبقى من ميناء جدة القديم أهم معالمها على الأطلاق




 أبعادالواجهة الغربية لجمرك الركاب إعداد د. مصطفى جعفر صباغ

Monday, October 6, 2014

Location of the Belgium Consulate in Jeddah in 1960s?

Belgium Consulate in Jeddah


An old photo of the south-east skyline of Jeddah was posted on Facebook recently. Its caption is in Dutch and its translation is "Panoramic view of the southern part of the city, taken from the roof of the Belgian consulate". The photo seems to have been taken by a gentleman whose name is V. Leer. Unfortunatel it is not dated but its caption reveals a piece of significant information regarding a building where the Belgian Consulate had once resided. This building had been featured in photos published by Wolfgang von Weisl in his book about his visit to Jeddah in 1927:
http://lostopportunitiesandwastedtimes.blogspot.com/2014/07/wolfgang-von-weisls-visit-to-jeddah-in.html


Panoramic view of the southern part of the city, taken from the roof of the Belgian consulate

A section of an n oblique aerial photo taken in 1940 


The Alireza property where once the Begian Cosulate has taken residence. On the left Sheikh Abdullah Al Fadul house that once was owned by Sheikh Mohammad Al Taweel.

I remember this building when I was a student at Al-Rushdeyah Elementary School back in the early 1950s, this building was located across the road from my school. At that time it was a hotel, Al Tayseer Hotel. Lately one of Jeddah's old-timers informed me that this building belonged to the Alireza Family. I have always wondered about its occupants befor it became a hotel.
According to Mr. Hasan Ridwan, a retired veteran of the Saudi Ministry of Foreign Affairs, Belgium was late in establishing a consular office in Saudi Arabia and that the first consulate was established in Jeddah in 1961. I have contacted the Begium Consulate in Riyadh more than 3 times asking to confirm this information and every time they promise to check and come back to me. Unfortunately until todate nothing came. So at least we can conclude that the Belgium Consulate has resided at sometime, perhaps in the early 1960s, in the Alireza Building shown above.


Photo of the same view from the Rendel collectin dated 1935 taken from the British Envoy Residence. (from the RGS archieve)


Saturday, September 13, 2014

بحر الطين أم بحيرة الأربعين

بحر الطين أم بحيرة الأربعين؟



ميدان البيعة وبحر الطين (بحيرة الأربعين) عام ٢٠٠٩م

مقدمة

هذه المقالة هي محاولة لإلقاء بعض الضوء على خلفية تسمية هذا المسطح المائي الضحل الواقع شمال غرب منطقة البلد  ويتصل بالبحر عن طريق قناة كانت تتسع في فترة المد وتضيق، أو تكاد أن تجف، في فترة الجزر كما هو مبين في الصور أدناه. وقد عرف هذا المسطح المائي في الماضي بإسم "بحر الطين" إسوة ببحار جدة الساحلية الأخرى مثل بحر الحجر أمام الكنداسة وبحر أبو العيون وبحر الأربعين جنوب جدة. ولذلك فإن المسميات الحديثة التي أطلقت عليه وهي "بحيرة المنقبة" - Manqabah Lagoon - الذي أطلقه المؤرخ الأيطالي أنجلو بيشي في كتابه عن جدة والذي صدر عام ١٩٧٤م و "بحيرة الأربعين" الذي لم نعرف مصدره أو أساسه، تبدو خارجة عن نطاق المسميات القديمة الدارجة.

 وهذا البحر (بحر الطين) هو جزء من خليج جدة الذي تكون على مدى السنين بفعل السيول التي كانت تسيل من مرتفعات جبال السراة شرق مدينة جدة نحو  ساحل البحر الأحمرغربا مما سبب إنخفاض وطغيان مياه البحر عليه. ويذكر الأستاذ عبد القدوس الأنصاري (رحمة الله عليه) في موسوعة تاريخ مدينة جدة - المجلد الأول - ص ٢٣  بأن بحر الطين كان يمتد (في وقت المد) حتى يلامس مشارف مقر وزارة الخارجية الحالي ويكون ذلك في الشتاء إلا أن الأستاذ محمد درويش رقام يذكر أن هذا المد لم يكن يتجاوز طريق المدينة القديم.


جدة داخل السور عام ١٩٣٨م وبحر الطين في أعلا الصورة في الشمال الغربي منها

صورة جوية لمدينة جدة وما حولها على حافة خليج جدة عام ١٩٤٨م بعد هدم السور
 و بحر الطين مصدرا للطين المستخدم في البناء كمادة لاحمة بين طبقات الحجر المنقبي حيث كان "الطيانة" ينتهزون فترة الجزر فينزلوا إلى البحر ويقوموا بجرف الطين من القاع ويلقون به في الهواري التي يسحبونها خلفهم وبعد أن يمتلئ الهوري يعودون به إلى الشاطئ ويلقوا بحمولته على الساحل لكي تصفى منه معظم الماء ويكتسب قواما يسمح بتحميل الطين على العربات الكارو المخصصة لنقله لمواقع البناء المختلفة.


تفاصيل البناء بالحجر المنقبي والطين






صورة جوية مائلة لمدينة جدة وخليجها عام ١٩٥٥م (من أرشيف أرامكو)ه



 ويذكر الأستاذ محمد درويش رقام أن بحر الطين كان متنفسا للأهالي الذين كانوا يقصدونه في العصاري للنزهة والتفريج عن النفس.


صورة جوية مائلة من أرشيف أرامكو عام ١٩٥٤م يظهر فيها الممر المائي الذي يربط بحر الطين (إلى اليسار) بحوض الميناء على اليمين

مستقبل بحر الطين

ذكرنا أعلاه أن بحر الطين هو جزء من ساحل جدة الذي تكون منذ زمن بعيد نتيجة عناصر طبيعية ولذلك من الواجب المحافظة عليه من باب المحافظة على النظام البيئي للمنطقة. إلا أنه، وللأسف الشديد، تعرض إلى ردم مساحة كبيرة منه إلى جانب إلقاء مياه الصرف الصحي وبعضه غير معالج مما أى إلى تلوث مياهه إلى الحد الذي أصبحت فيه مصدر تهديد للصحة العامة. كما ساهم في تفاقم الوضع تضييق القناة الموصلة بينه وبين حوض الميناء القديم الذي تم دفن جزءا كبيرا منه كما هو واضح في الصور أدناه.

صورة من أرشيف أرامكو للساحل الشرقي لبحر الطين يظهر فيها مجرى مياه الصرف الصحي من محطة تنقية المجاري على اليمين


صورة من قمر صناعي عام ٢٠٠٤م تظهر فيها البلد وبحر الطين




صورة من قوقل يظهر فيها بحر الطين في الربع الأيمن الأعلى وما تبقى من حوض الميناء القديم في الربع الأيمن السفلي وقناة إتصالهما بالبحر

Thursday, August 28, 2014

العودة إلى الحارات القديمة - باب جديد الأصلي وباب جديد الجديد

باب جديد الأصلي وباب جديد الجديد


مقدمة:

أقامت أمانة محافظة جدة من بين ما أقامت نصبا على موقع مقر القائمقام القديم في حارة الشام على شكل يحاكي إحدي بوابات السور الذي هدم عام ١٩٤٧م. وأستخدم الحجر المنقبي والإسمنت لهذا الغرض. وأطلقت الأمانة مؤخرا على هذا النصب إسم "باب جديد". وقد برز هذا النصب بشكل واسع خلال المهرجانات التي أقامتها محافظة مدينة جدة مؤخرا إلى الحد الذي إعتقد كثير من الناس أن هذا النصب هو أحد بوابات السور القديم. وهذه المقالة هي محاولة لإلقاء الضوء على الفارق الكبير بين هذا النصب وبوابات السور القديم التي أزيلت عام ١٩٤٧م ولم يبق لها أثر.


النصب الذي أنشأته أمانة مدينة جدة في أوائل ثمانينات القرن الميلادي الماضي في منطقة باب جديد وأطلق عليه مؤخرا إسم "باب جديد" (من مجموعتي الخاصة عام ٢٠٠٨م)٥

   صورة حديثة لجزء من الواجهة الشمالية لبوابة الأمانة وعليها لوحتان بالإسم الذي أطلقته الأمانة عليها "باب جديد" باللغتين العربية والإنحليزية (من تصوير الأستاذ وليد شلبي)ه

بعض أوجه الإختلاف بين بوابة الأ مانة وبوابات السور الشمالي:

الصورة الجوية التالية تظهر جزءا من السور الشمالي وتبين موقعي باب جديد (الأصلي)  وباب المدينة عليه وللزيادة في توضيح المقارنة أشرنا إلى موقع نصب الأمانة (باب جديد الجديد).

مقطع من صورة جوية مائلة عام ١٩٤٦م من أرشيف أرامكو يظهر فيه الجزء الشمالي الشرقي من البلد وجزء من السور الشمالي

وكما هو معروف أن باب جديد (الأصلى) هو آخر أبواب السور بني في العهد السعودي بعرض كاف لإستيعاب عرض السيارات التي بدأت تحل محل قوافل الجمال في نقل الركاب والحجاج والبضائع بين جدة وكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة. ولتسهيل الحركة من خلال هذا "الباب" فقد أنشئ ببابين متقاربين كما هو واضح في الصورة أدناه والتي سبق وأن نشرها الدكتور زاهر عثمان.


صورة لباب جديد (ربما في أوائل أربعينات القرن الميلادي الماضي)


مقطع من صورة حديثة (عام ٢٠٠٤م) للجزء الشمالي من البلد من قمر صناعي يبين موقع باب جديد الجديد (x) بالنسبة لباب المدينة الأصلي الذي هدم مع السور 


على ضوء ما تقدم فأننا نستغرب كيف أن الأمانة لم تحترم تاريخ جدة القريب وقامت بإطلاق إسم أحد أبواب السور الهامة لتطلقه على نصب جمالي أقامته على موقع لمبنى لعب  دورا هاما في تاريخ مدينة جدة ألا وهو مبنى القائمقام. وهي بصنعها هذا أضافت قدرا كبير من الضبابية على هذا الجزء من تاريخ جدة  والذي سيؤدي في النهاية إلى ضياع جزء هام من تاريخ جدة. ولذلك فإننا نرى أنه حري بأمانة محافظة جدة من باب الأمانة أن تصحح أي مفاهيم خاطئة نشأت أو قد تنشأ نتيجة لذلك..

وما دام الشيء بالشيء يذكر فأنني أهيب بالأمانة إعادة النظر في مسميات النصب الأخرى المماثلة حفاظا على تاريخ مدينة جدة من أن يلحق به مزيدا من هذا التشويه.

والله من وراء القصد،،،

Sunday, July 27, 2014

السبحية في جدة

السبحية في جدة

مقدمة

صناعة السبح في جده صناعة قديمة وتعتمد على نبات اليسر الذي يستخرجه غواصون من قبيلة جهينة من أعماق البحر الأحمر.

Black-coral-Leiopathes-glaberrima-skeleton






من مشائخ السبحية

  • عمر سنبل سكن في حارة اليمن وكان مزاد اليسر يعقد في دهليز بيته ودكانه في الخاسكية
  • عمر زامكة سكن في حارة الشام


من السبحية في جدة


  • محمد لفات (حارة اليمن - من أرحام بيت خميس)
  • عبد رب النبي أبو رعيان
  • السيد أحمد صائم الدهر
  • عبد القادر أمير وورشته في دهليز العزلة التي يسكنها في مجمع المشورة

من العاملين في صناعة السبح

  • عبد الله رقبان
  • حسن عبودة
  • محمد متبولي الشهير بالصنافور وورشته في مقعد ملاصق لبيت الحفني من جهة الشمال بحارة البحر
  • عبد الله بناوي - يعمل في ورشة في بيت النوار بحارة اليمن.

المصدر

الأستاذ/ محمد درويش رقام

Friday, July 25, 2014

"بيوت" الشريف عبد الإله مهنا في حارة الشام

"بيوت" الشريف عبد الإله مهنا في حارة الشام

 

مقدمة

لكل بيت من بيوت البلد تاريخ يتفاوت مدى صداه بطبيعة الأحداث التي جرت فيه. وهناك بيوتا جرت فيها أحداث لها بعد على مستوى الوطن كبيت نصيف وأخرى جرت فيها أحداث لها بعد عالمي كبيت البغدادي. و"بيوت" الشريف عبد الإله مهنا العبدلي الثلاثة الواقعة في حارة الشام تأتي من ضمن هذه البيوت.

نبذة عن الشريف عبد الإله مهنا

هو الشريف عبد الإله مهنا العبدلي ولد بمدينة جدة عام 1285هـ/1868م ، وقد توفي والده وهوفي سن الثانية من عمره  فنشأ وترعرع في كنف اخويه الشريف محمد بن مهنا العبدلي ، الذي كان وكيل لامارة جدة في عهد الشريف عون الرفيق وأخيه الاخر الشريف طه بن مهنا العبدلي الذي كان وكيلاً لأمارة جدة في عهد الشريف الحسين بن علي ملك الحجاز. وتوفي في جدة عام ١٩٥١م عن عمر يناهز ٨٥ عاما.
ويذكر الأستاذ محمد درويش رقام  أنه عرف الشريف مهنا عن قرب وأنه كان يملك سفنا شراعية كبيرة (سواعي) للنقل بين موانئ البحر الأحمر .وكان مكتبه في شارع سوق الندى خلف حوش الشرايبي ولديه كاتب أسمه محمد شقيري يسكن في حارة البحر بجوار بيت عنبر  وكان أيضا من ملاك العقار.

 كما يذكر الدكتورهاني مهنا العبدلي حفيد الشريف عبد الإله أن جده  عمل طوال حياته بالتجارة ، فلم يشغل أي منصب حكومي في حياته. و كان تاجر جملة و تركزت تجارته على المواد الغذائية ، والأقمشة، والأخشاب والأشرعة والحبال حيث كانت السفن التابعة له تتنقل بين موانيئ جدة وجيزان إضافة إلى  ىسواكن ، وبورت سودان وبعض موانئ الهند.

"بيوت" الشريف عبد الإله مهنا

هناك ثلاثة بيوت متجاورة تملكها الشريف عبد الإله مهنا في حارة الشام واحد منها بالإرث عن أخيه الشريف طه والثاني بالشراء من عائلة الدروبي وواحد بناه على حسابه وأشرف على البناء شخصيا. 


صورة جوية مائلة تظهر فيها الواجهة الشمالية للبلد تبين مواقع بيوت الشريف مهنا الثلاثة (من مجموعة أرامكو عام ١٩٤٦م)


صورة لجزء من الواجهة الشمالية للبلد يظهر بيت زينل في الوسط وبيوت الشريف مهنا الثلاثة على اليمين  (من مجموعة أرامكو عام ١٩٥٢م)






البيت رقم ١ ـ بيت الشريف طه مهنا ـ ورث الشريف عبد الإله مهنا هذا البيت من أخيه الشريف طه وكيل الشريف حسين في جدة الذي أشتراه من شخص يدعى بن فريج  وأضاف عليه  دورا ثالثا. وترجع شهرته إلى أنه كان منزلا للملك حسين ثم إبنه الملك علي عندما ينزلا إلى جدة. وفي الصورة أدناه، والتي يعتقد أن سانت جون فيلبي ألتقطها عام ١٩٢٥م، يظهر الملك علي وهو يصعد في عربته (الفيتون). وفي الصورة على اليسار يظهر نفس البيت عام ٢٠٠٨م.



























البيت رقم ٢ ـ بيت الدروبي ـ أشترى الشريف مهنا هذا البيت المجاور  لبيته من شخص من عائلة الدروبي ليتوسع فيه عندما يحل الملك الحسين في منزله ـ بيت بن فريج. وترجع شهرة هذا البيت إلى أن السفارة البلشفية إستأجرته لفترة كما أن هناك دلائل على أن سانت جون فيلبي قد سكن فيه لفترة وجيزة عندما جاء إلى جدة عام ١٩٢٥م بدعوة من الملك على  كما سكن هذا البيت الشيخ محمد سرور الصبان الذي إتخذ منه سكنا ومكتبا حسب ما رواه لنا الأستاذ محمد رقام. بعد وفاة الشريف مهنا ألت ملكية هذا البيت إلى السيد حسن شربتلي.




البيت رقم ٣ ـ بيت الشريف مهنا (أرامكو عام ١٩٥٠م)



البيت رقم ٣ - بيت الشريف مهنا - قام الشريف عبد الإله مهنا ببناء هذا البيت وأشرف شخصيا على عملية البناء. وعلى الأرجح أن مرحلة البناء قد بدأت في مطلع ثلاثينات القرن الميلادي الماضي وأنتهت في منتصف العقد نفسه. ويعتبر هذا البيت من أجمل بيوت جدة موقعا وعمارة وسكنته السفارة المصرية لفترة. بعد وفاة الشريف مهنا آلت ملكية هذا البيت إلى السيد عبد الله شربتلي الذي سكن فيه لفترة


Saturday, July 19, 2014

Wolfgang von Weisl's visit to Jeddah in1925/26

Wolfgang von Weisl's visit to Jeddah in 1925/26


Introduction:

Since I have started my quest in 2004 to search for photographs of Jeddah by early photographers I came across several names of Western travelers, orientalists and spies but never came across the name of Wolfgang von Weisl. It happened that during a visit to Leiden University in 2006 as part of this quest I have met Dr. Ronald E. Kon who became interested in my work. In one of his messages to me in 2007 he mentioned the name of von Weisl and sent me a scanned copies of the title page of his book and photos that presumably von Weisl has taken during his visit to Jeddah in the 1920s and published them in his book that was written in German. Since I have never heard of his name before I looked him up in Wikipedia:

Quote
Wolfgang von Weisl (1896 – 1974) was one of the founders of the Revisionist movement. He was a writer and a journalist, a physician and medical researcher, a military man and an original military strategist, an Austrian noble and a world expert in Islam.

Dr. Wolfgang von Weisl was born in Vienna, Austria, in 1896. His father, Dr. Ernst Von Weisl received the ennobling predicate "von" from Emperor Franz Josef.

von Weisl visited Jeddah in the 1920s and wrote a book in German titled:
Zwischen dem Teufel und dem Roten Meer. Fahrten und Abenteuer in Westarabien (Leipzig: Brockhaus 1928 (as on the titelpage, copyright 1927).
Unquote

It is not clear under what circumstances that von Weisl visited Jeddah, nor his declared, or real, intentions behind this visit. Answers to those questions may be found in his book but unfortunately we do not understand German. In a clarification of this issue, my friend from Leiden University in the Netherlands, Dr. Ronald E. Kon, has provided me with the following translation of von Weisl's introduction to his book:

"The introduction of the book says the following:


It is a report about the author’s trip to the Hidjaz, the Yemeni coast and Asir in 1925 and 1926 on behalf of the so-called “Ullstein Nachrichtendienst” [press agency], the Vossische Zeitung (Berlin), and the Neue Freie Presse (Vienna). He was able to meet lots of princes of Western Arabia: he mentions His Majesty King Abdul Aziz III. ibn Abdur Rahman Ibn Sa’ud, His Majesty the Honorary King Hussein, his Royal Highness emir Abdallah of Transjordan and is Highness imam Hassan of Asir, including his whole house.

He expresses his thanks to Jamal Pasha el-Ghazzi of Jizan, the British Consul in Jidda, Mr Myers, the French consul there, Ibrahim Depouy [if I read that name correctly], Mr Axelrod of Jidda (for, a.o., pictures and statistical material), and the publisher of Alif Ba, Mr El Issa of Damascus.

While travelling he used to dress in comfortable local clothes, did not smoke or drink alcohol in public/among Muslims. He grew a beard and a moustache. He adds that he did not carry any weapons! He never pretended to be a Muslim.

He expresses that he experienced a fascinating time. He longed back to what he called the strong, quiet and harmonious East. “Who has enjoyed the freedom of the desert and lived with Arabs,” he ends his introduction, “will always long to spend more time with them.”

Signed and dated by the author, Dr. Wolfgang von Weisl, at Berlin in September 1927, “before my leave for India”."

Following are some photos that were published in von Weisl's book presumably taken by him, except the first one. All first 5 photos were taken in Jeddah but the 6th photo was taken in Arafat on Haj Day, an area that is out of bound for non-Muslims.


Photo 1- von Weisl in an Arab costume with the Alireza (Saqqaf) complex in the background

Photo 2 - Residence of Abdullah Al Fadl to the left and an Alireza property to the right facing east overlooking the Kindasah (condenser) yard.

Photo 3 - Old Jeddah port with Al-Bughdadi house in the background.

Photo 4 - The Egyptian Mihmal outside the port.

Photo 5 - Barahat França in Al-Sham District (East of the French Consulate)

Photo 6 - Pilgrims standing on Al Rahmah (Mercy) Mount in Arafat on Haj Day.