Sunday, January 26, 2014

The Story of P.N. van der Chijs and Bayt Al Balad in Jeddah


The Story of P.N. van der Chijs and Bayt Al Balad in Jeddah

by Talal A. Bakr


Pieter Nicholas van der Chijs (May1855- October1889) was a member of the small Dutch colony in Jeddah. He served as vice consul of the Netherlands, occasionally of Sweden and Norway and Jeddah agent for the Nederlandsche Stoomvaart Maatschappij “Oceaan” (Netherlands Steamship Company “Oceaan”)[1] He spoke Arabic. Van der Chijs’ company was part of a shipping pool that set the prices for the transportation of pilgrims, a highly prof
itable line of work.

He seemed very well off that he contracted with a local contractor by the name of Hasan Musa Boghdadi,[2] to build a building to his specification that became later the British Legation residence.[3] While the British document mentions that this commission was made in March 1988 the photo of the building that was taken by Christiaan Snouke Hurgronje is dated 1884. Thus one may reasonably assume that this building was built in the early 1880s or earlier. At that time van der Chijs would be about 25 years of age.[4] Van der Chijs played a pivotal role in advising Snouke Hurgronje during his stay in Jeddah, providing logistical support to him during his stay in Makkah and facilitating the communications between him and the Makkan doctor Abdulghaffar al-Boghdadi after Snouke Hurgronje's return to Holland.[5]

The Office of P.N. van der Chijs. The photograph was probably taken in 1884 by Christiaan Snouck Hurgronje (West Arabian Encounters by Dirry Oostdam, Leiden University Library, Leiden 2004)

 When in the course of 1889, the Amir of Makkah[6] took measures to stop the shipping pool practice of controlling the prices for the transportation of pilgrims, van der Chigs committed suicide on the 2nd of October 1889 and was buried in the European Cemetery located outside the wall south of Jeddah. He would appear to have been the fore-runner in business of the later Dutch firms associated with name of van de Poll (Fandipaul as he was known to the locals),[7] whose business has later passed to the Anglo-Dutch concern, International Agencies Ltd.

In the same paper it is mentioned that Mr. van der Chijs died and buried in Jeddah on October 2, 1889. A photo of the British Legation residence from the Collection of Sir Andrew Ryan[8] is shown below.


British Legation residence in Jeddah Circa 1940
Years later this building was taken over by the Jeddah Municipality and was known as Bayt Bajnaid and later it became Bayt Al Balad.

Bayt Al Balad




[1] A Dutch shipping company that maintained regular shipping service between Amsterdam and prominent Indonesian ports (1891-1978)
[2] Most probably the son of a prominent Jeddan personality, Musa Boghdadi who built his famous house Bayt Al Boghdadi in Jeddah
[3] Supplement to Sir Andrew Ryan’s “AN ACCOUNT OF THE EUROPEAN CEMETRY IN JEDDAH” of December 31st, 1934, Sir Andrew Ryan’s Collection at the Middle East Library in St. Antony’s College at Oxford, UK.
[4] He was only 2 years older than Christiaan Snouck Hurgronje (1857-1936).
[5] Christiaan Snouck Hurgronje: The First Western Photographer in Mecca, 1884-1885 by Durkje van der Wal, RIJKS Museum, Amsterdam, Vol. 9 - 2011
[6] Most probably Sharif Awn Ar-Rafeeq.
[7] Arthur Neervort van de Poll (born 1891). He left the Netherlands and settled in Jeddah in 1911. He embraced Islam and took up the name Mohammad Hussein Mehdi.
[8] Sir Andrew Ryan Collection (1930-31), Middle East Centre Archive, St. Antony’s College, Oxford, UK.

Monday, January 20, 2014

العودة إلى الحارات القديمة - قصة المعادي - قصة الريادة الغائبة عن ذاكرة جدة

العودة إلى الحارات القديمة - قصة المعادي - قصة الريادة الغائبة عن ذاكرة جدة

لمحة موجزة

تمهيد

طائفة المعادي هي إحدى طوائف عمال البحر الذين ذكرهم الكاتب الأستاذ محمد صادق دياب (رحمة الله عليه)، وهو من أبناء حارة البحر ووالده (رحمة الله عليه) كان من رجال المعادي، في كتابه "جدة - التاريخ والحياة الإجتماعية"،  أن "الغالبية العظمى من سكان جدة، وبصورة خاصة سكان حارة البحر ... قد إرتبطت مصادر دخلهم بالبحر، وهم عدة فئات وشرائح مهنية من أبرزها المعادي والسفرية والغواصين والصيادين والمزاورية والكرانية وصانعي السنابيك". إلا أن طائفة المعادي تعتبر فريدة من بين بقية هذه الطوائف كونها نشأت بسبب طبيعة تكوين الساحل الواقع عليه الميناء القديم حيث كانت السفن ترسوا على مسافة منه ويتم نقل حمولاتها بواسطة السنابيك التي يعمل عليها بحارة من أبناء جدة من طائفة "المعادي". ونمت هذه الطائفة بنمو حركة الإستيراد إلى جدة والزيادة في عدد الحجيج القادم لأداء فريضة الحج، وزالت بزوال الحاجة لها بعد إنتقال الميناء إلى موقعه الجديد جنوب جدة في مطلع خمسينات القرن الميلادي الماضي. ولذلك فإن أعمال المعادي كانت جزءا مفصليا في منظومة أعمال الميناء. وبالرغم من الدور المحوري الذي لعبته طائفة المعادي في تطور ونمو مدن الحجاز فأننا لا نجد لهذا الدور ذكرا في مؤلفات المؤرخين والكتاب المعاصرين.  وبالرغم من أن والدي (رحمة الله عليه) لم تكن له صلة بأعمال البحر إلا أنني ولدت ونشأت في حارة البحر وسط بيئة كان البحر، وأعمال البحر، محور حياتها. حيث كان أعمامي ومخولتي من آل الغرباوي (بيت سيد) يعملون بشكل أو بآخر في هذا المجال. ولذلك رأيت أنه من الواجب علي أن أسطر شيئا عن هذا الجانب من تاريخ جدة من باب الحفاظ على أثر واحد على الأقل لسيرة أولئك الرجال من أبناء جدة الذين وضعوا جدة على خارطة العالم كأحد أهم الموانئ على ساحلي البحر الأحمر وذلك على الرغم من الطبيعة الخاصة لمرفأها لعل في ما سأذكره هنا في هذا الخصوص، ولو أنه قليل من كثير، يحفز طلاب التاريخ على دراسة هذه التجربة الفريدة في حياة الموانئ البحرية وتقييم أثرها على المجتمع الحجازي. وحيث أنني لست مؤرخا فإن ما سأذكره هنا عن أعمال البحر في جدة خلال تاريخها السابق وحتى إنتقال أعمال الميناء من الميناء القديم إلى الميناء الجديد جنوب جدة هو من واقع ما خبرته وما قرأته وما سمعته.

مقدمة

جاء إهتمامي بسيرة البحر وأهل البحر، ووطائفة االمعادي بالذات، في وقت متأخر نسبيا حينما وقفت بطريق الصدفة البحتة على أطلال جمرك الركاب بمنظرها الكئيب وكنت أعتقد بأن جميع منشآت الميناء قد هدمت منذ عام ١٩٧٣م حسب ما ذكره المستشرق الإيطالي أنجيلو بيشي في كتابه (JIDDA - A Portrait of an Arabian City). وأشد ما آلمني أن أشاهد هذه الأطلال، التي عبر من خلالهاعشرات الألوف من ضيوف الرحمن عند قدومهم من بلاد بعيدة لأداء فريضة الحج وعند مغادرتهم هذه البلاد بعد أداء الفريضة، وقد تحولت إلى مرآب لسيارات موظفي أمانة محافظة جدة! كان ذلك في أواخر عام ٢٠٠٤م.

بقايا ميناء جدة القديم - أطلال جمرك الركاب في في نهاية عام ٢٠٠٤م
وقفت هناك وأغمضت عيني، وعدت بالذاكرة إلى الوراء عقودا عديدة، وخيل إلي أنني أسمع هرج ومرج رجال المعادي على سنابيكهم يراقبون المزاورية وهم يفرغون عفش الحجاج على رصيف الجمرك، وتهب عليّ طراوة البحر محملة برائحة عرقهم ممزوجة بملوحة ماء البحر. وفجأة فتحت عيني على واقع المكان الكئيب والمحزن في آن واحد. وقررت حينها أن أكتب شيئا ولو مجرد لمحات عن قصة المعادي التي، فيما يبدو، سقطت من ذاكرة جدة.

Add caption




علي حسن مراد (رحمة الله عليه)
وبدأت في البحث عن مراجع ومصادر أستقي منها معلومات وصور عن أعمال البحر وأهله وكان أول من إلتقيت بهم هو الأستاذ علي حسن مراد (رحمة الله عليه) الذي بدأ العمل في المعادي وعمره لم يتجاوز ١٤ سنة. وللأسف فلم يتسنى لي الإجتماع به سوى مرتين قبل أن ينتقل إلى رحمة الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لمحة من عمل المعادي

منظر سنابيك المعادي على البعد (من مجموعة السير أندرو رايان)
ومما رواه لي الأستاذ علي حسن مراد (رحمة الله عليه) وصفه للحظة إنطلاق سنابيك المعادي نحو السفينة القادمة متى "ندخت" أي ظهر دخانها في الأفق. قال رحمة الله عليه أن العادة جرت على أن يقوم وكيل الباخرة بإبلاغ كلا من خفر السواحل (حرس الحدود) وشيخ طائفة المعادي بموعد وصول الباخرة وذلك قبل الموعد بيوم على الأقل. ويقوم شيخ الطائفة بإبلاغ الشيخ المسؤول حركة السنابيك في الميناء بالموعد ليتهيأ رجال المعادي بسنابيكهم ويعدون عدتهم لمقابلة السفينة حينما ترسوا في الحوض خلف الشعاب الممتدة على طول الساحل. ولكي لا تسود الفوضى بينهم فإن إنطلاقتهم نحو السفينة تتم في وقت واحد حينما "تندخ" السفينة وحينها ينادي شيخهم بأعلا صوته قائلا "جاكر ياواد". و"جاكر" تعني سابق أو أبدأ السباق و "ياواد" تعني يا ولد. حينها يشرع البحارة أشرعة سنابيكهم وينطلقون غربا نحو الحوض ليلاقوا السفينة حينما ترسو والكل يأمل في أن يسبق الآخرين ليحظى بنصيب أوفر من شحنتها سواء كانوا حجاجا أو بضاعة.

ويصف الحاج محمد أسد، عند قدومه للحج عام ١٩٢٧م إقبال سنابيك "المعادي" عليهم فيقول: "ومن ثم رأينا جيشاً من الأجنحة البيضاء يندفع نحونا من البر: الزوارق العربية التي مخرت بأشرعتها المياه الهادئة ، وشقت طريقها بصمت بين الشعاب المرجانية غير المنظورة - أول رسل جزيرة العرب ، مستعدة لاستقبالنا.

منظر حجاج يهبطون على سلم الباخرة إلى سنابيك المعادي التي ستقلهم إلى الميناء
 وإذ إقتَرَبت رويدا رويدا من السفينة لتزدحم آخر الأمر بصواريها المتمايلة  إلى جانبها ، إنطوت أشرعتها الواحد تلو الآخر كأنها أجنحة طيور تصفق فرحاً بعثورها على الطعام ، وأنبعث من صمت اللحظة المنصرمة صراخ و صياح من وسطها ، صياح الملاحين الذين أخذوا ينتقلون من زورق إلى زورق واندفعوا إلى سلم السفينة ليفوزوا بأمتعة الحجاج".

 كما يصف الأستاذ محمد صادق دياب بشيء من التفصيل طبيعة عمل المعادي وأحوالهم فيقول: "هؤلاء هم الذين ينقلون البضائع بمراكبهم الشراعية من السفن إلى الميناء القديم حينما كانت السفن الكبيرة تقف بعيدا عن الشاطئ بسبب الشعب المرجانية وضيق الميناء، وهي أكبر شرائح البحارة في جدة وأكثرها ثراء إلى الدرجة التي كان يطلق عليهم مسمى "البرامكة" نظرا لما هم فيه من خير وثراء ... وقد بلغ عدد السنابيك في منتصف القرن الهجري الماضي (القرن الرابع عشر) حوالي ٣٠٠ سنبوك"



صورة حجاج على إسكلة الميناء القديم ينتظرون إنهاء إجراءات تسجيل قدومهم
وكما ذكرنا أعلاه أن مهنة المعادي في ميناء جدة القديم كانت مهنة فريدة نشأت نتيجة طبيعة الساحل الواقع عليه الميناء، ولعبت دوراً محورياً في سلسلة الإمداد البحري لمدينة جدة، والتي لولاها لما أزدهرت جدة لتصبح مستودع التجارة بين الهند وبلاد العرب ومصر وشمال إفريقيا وأوربا من ورائها قبيل قدوم السفن البخارية وشق قناة السويس، ولما أصبحت "بوابة الحرمين"، ولبقيت مجرد قرية صيادين.  ليس هذا فحسب بل أن معظم المهن الأخرى المتعلقة بأعمال البحر ما كانت لتكون في ذلك الوقت لولا وجود طائفة المعادي.

  نهاية المعادي

صورة المزاورية وهم يفرغون حمولة سنبوك على رصيف الميناء القديم
 في عام ١٩٥١م إنتقلت أعمال الميناء إلى موقعه الحالي جنوب جدة  حيث أنشأت الدولة سقالة تصل اليابسة بالبحر العميق. وبهذا أنتفت الحاجة  إلى المعادي، ولو أنه ظلت هناك حاجة لإستمرار السنابيك في نقل فئات معينة في نقل بعض فئات البضائع الواردة وتفريغها على رصيف صغير خصص لهذا الغرض في الميناء الجديد. إلا أن هذه الحاجة كانت حاجة وقتية زالت بعد توسع الميناء الجديد.

كانت نهاية المعادي نهاية حزينة، كتب عن بعض آثارها الدكتور عبد الله مناع في كتابه "تاريخ ما لم يؤرخ - جدة - الإنسان والمكان" والأستاذ محمد درويش رقام (مجلة رواشين جدة - العدد الخامس والثلاثون - يناير ٢٠١٤) وفيما عدى هذا لا نجد ذكرا لهم في كتبنا المعاصرة أو في أحاديثنا عن التراث أوعن "الزمن الجميل".



صورة ميناء جدة القديم عام ١٩٦٢م {من أرشيف أرامكو السعودية)



 سنابيك تنتظر تفريغ حمولاتها في الميناء الجديد (من أرشيف أرامكو السعودية)



Friday, January 3, 2014

العودة إلى الحارات القديمة - الكرنتينه والحجر الصحي في جدة أيام زمان

الكرنتينه والحجر الصحي في جدة أيام زمان

قبل فترة غير بعيدة نشر أحد الإخوة الناشطين في مجال المحافظة على التراث العمراني لمدينة جدة مقالة في إحدى شبكات التواصل الإجتماعي ذكر فيها أن المحجر الصحي للقادمين إلى جدة عن طريق البحر كان في فترة من الفترات في منطقة الميناء القديم! وأعتقدت في حينها أن هذا القول جاء بحكم وجود مبنى "الكرنتينه" من ضمن مجمع هذا الميناء (أنظر مقالتنا السابقة تحت عنوان "ميناء جدة القديم - الإسكله والكرنتينه والبنط") أضغط هنا . وعلقنا على هذا القول في نفس الصفحة بأن هذا القول غير صحيح، وذلك من واقع معرفتنا السابقة بالمنطقة المعنية التي كانت إحدى مراتع الطفولة بالنسبة لي ولأندادي من أبناء حارة البحر. إلا أن الكاتب أفادنا بأنه قد إستقى هذه المعلومة من مرجع ذكر أسمه صدرمؤخرا يحكي بعضا من تاريخ جدة.


مبنى الكرنتينه مقر إدارة الحجر الصحي قبل إنتقال أعمال الميناء إلى ميناء جدة الإسلامي (من أرشيف مكتبة الملك فهد العامة)

وبالرجوع إلى الكتاب المذكور وجدنا أن المؤلف قد ذكر أن موقع المحجر خلال العهدين العثماني والهاشمي كان في جزيرة سعد القريبة من جدة، وأنه تم في مرحلة لاحقة نقل المحجر الصحي إلى منطقة الميناء القديم "التي أصبحت اليوم في قلب المدينة  بجانب مقر وزارة البريد"! ثم يذكر المؤلف أن المحجر إنتقل منذ ما يقرب من أربعين عاما (أي بدايات النصف الثاني من القرن الميلادي الماضي) من موقعه الأخير في منطقة الميناء القديم إلى موقعه الحالى في منطقة المحجر جنوب جدة. ولم يذكر المؤلف إسم المرجع، أو المراجع، التي أستند عليها في هذا الخصوص. إلا أنه من خلال حديث دار مؤخرا بيني وبين أحد الشباب الذين درسوا في كلية العمارة بجامعة الملك عبد العزيز في التسعينات الميلادية أخبرني بأن أحد أعضاء هيئة التدريس السعوديين ذكر لهم نفس القصة وهذا يعني أن هذه القصة - قصة وجود المحجر الصحي في منطقة الميناء القديم - لها جذور لو تركت بدون تصحيح لأستقرت في ذاكرة جدة ولأحتار المؤرخون في المستقبل في تفسير دوافع الحكومة السعودية لنقل المحجر الصحي من جزيرة معزولة إلى منطقة تعج بالحركة. ليس هذا فحسب ولكن من المؤكد بعضهم سيتساءل عن موقع هذا المحجر في محيط الميناء القديم. وعن نفس الموضوع سمعت قولا نسب إلى مسؤول في أمانة محافظة  جدة مفاده أنه خلال أعمال ترميم المبنى المجاور لمبنى الكرنتينة، والذي بني كمقر لوزارة المالية في عهد الشيخ عبد الله السليمان قبيل منتصف القرن الميلادي الماضي، عثر على كميات كبيرة من إبر الحقن الطبية وإعتبر هذا دليلا على أن هذا المبنى قد أستخدم في وقت من الأوقات كمحجر صحي! والذي نود أن نوضحه هنا، ونؤكد عليه، هو أن هذه القصة - قصة وجود الحجر الصحي في موقع الميناء القديم - هي قصة غير صحيحة ولا تستند إلى منطق أو واقع، ولعلها جاءت نتيجة إجتهاد غير موفق بني على أساس وجود مبنى عرف بإسم "الكرنتينه" من ضمن منشآت الميناء القديم، وربما أن ما نسب إلى أحد المسئولين في الأمانة قوله بأنه عثر على كميات كبيرة من الحقن الطبية المبنى المجاور قد عزز هذا المذهب.

ويذكر الأستاذ عبد القدوس الأنصاري أن عمليات الحجر الصحي كانت تجرى فيما مضى، عند الحاجة إليها، في جزيرتي أبوسعد والواسطة  المقابلتين للساحل جنوب جدة واللتين أصبحتا الآن داخل حرم القاعدة البحرية.

موقع جزيرتي أبو سعد والواسطة

وقد أستخدمت هاتين الجزيرتين للحجر في مناسبات عديدة قبل عام ١٩١١م (أي قبل العهد السعودي) ثم إنقضت الحاجة إليهما حتى عام ١٩٤٧م عندما ظهر وباء الكوليرا في مصر وحينها أعيد إستخدامها لحجز القادمين من مصر الذين لم يكملوا دور الحصانة قبل وصولهم إلى جدة. ونتيجة لتوصيات لجنة خبراء دولية قامت المملكة بإنشاء مجمع متكامل للحجر الصحي جنوب جدة على بعد كاف من العمران في وقته وجرى إفتتاحه في عام ١٩٥٥م.

 ويلقي الأستاذ عبد القدوس الأنصاري الضوء على خلفية مسمي مقر إدارة الحجر الصحي بإلكرنتينه فيذكر أن هذه الإدارة في فترة الحكم العثماني كانت تسمى "قرانتينه إدارة سي" ومن هنا أتى إسم "الكرنتينه". أما بالنسبة لما نسب لأحد المسئولين في الأمانة قوله بأنه عثر على كميات كبيرة من إبر الحقن الطبية في المبنى المجاور لمبنى الكرنتينة أثناء أعمال ترميمه فإنه من المعروف أن هذا المبنى، الذي بنى أساسا ليكون مقرا لوزارة المالية (ربما في منتصف القرن الميلادي الماضي) ثم أحتلته وزارة المواصلات وبعد ذلك إنتقلت إليه مديرية الشؤون الصحية التي كانت تتخذ من مبنى الكرنتينة مقرا لها حتى نهاية سبعينات القرن الميلادي الماضي على وجه التقريب. وهذا يفسر وجود كميات كبيرة من إبر الحقن الطبية في المبنى أثناء عملية ترميمه من قبل الأمانه في عهد المهندس محمد سعيد فارسي.

صورة ألتقطت في أوائل خمسينات القرن الميلادي الماضي يظهر فيها مبنى المالية (متحف باب البنط) يليه مبنى الكرنتينة ثم مبنى البريد القديم (من أرشيف أرامكو السعودية)